198

Duânın Şânı

شأن الدعاء

Araştırmacı

أحمد يوسف الدّقاق

Yayıncı

دار الثقافة العربية

معنى هذا الكلام الإرشادُ إلى استعمال الأدب في الثناء على الله تعالى (١) والمدحِ لهُ بأنْ تضافَ إليهِ محاسِنُ الأمُورِ (٢) دوْنَ مساوِئهَا ولم يَقَعِ القَصْدُ إلَى إثْبَاتِ شيْءٍ وإدخالهِ له (٣) تحتَ قُدْرَتِهِ ونفي ضدِّهِ عَنْهَا، فإنَّ الخيرَ والشرَّ صادرانِ عَنْ خَلْقِهِ (٤)، وقدرَتهِ، لا موجدَ لشيءٍ منَ الخَلْقِ غَيْرُهُ. وَقَد تُضَافُ محاسنُ الأمورِ ومحامدُ الأفعالِ إلى الله تعالى (٥) عند الثناءِ عليهِ دونَ مساوِئهَا ومذامِّهَا كقولِهِ [تَعالى] (٦): (وإذا مَرِضْتُ فَهُو يَشْفِيْن) [الشعراء/ ٨٠] [وكقوله تعالى] (٧): (وَقَدْ أحسَن بي إذْ أخْرَجَني مِنَ السِّجنِ) [يوسف/١٠٠] ولم يُضِفْ سببَ وقوعِهِ في السِّجن إليهِ. وكما تضافُ مَعَاظِمُ الخليقَةِ إِليهِ عندَ الثَّناءِ والدُّعاءِ فيُقَالُ: "يا رب السمواتِ والأرضِين" كما يُقالُ: "يا رب الأنبياءِ والمرسلين" ولا يَحْسُنُ أن يقال: يا ربّ الكلاب، ويا ربَّ القِرَدةِ والخنازيرِ، ونحوها مِن سَفَلِ الحيوانِ، وحشراتِ الأرْضِ، وإنْ كانتْ إضافةُ جميعِ المكوَّناتِ إليهِ من جِهَةِ الخلقِ (٨) لَهَا، والقدرَةِ عَلَيْها شامِلَة لجميعِ أصْنافِهَا. وسُئِلَ الخَليْلُ عَنْ قَوْلهِ: "والشَّرُّ ليْسَ إلَيْكَ" فقالَ: معناهُ:

(١) في (م): "﷿". (٢) في (م): "الأمر". (٣) سقطت: "له" من (م). (٤) في (م): "معلقه" ولم أهتد إلى وجه فيها، ولعلها خطأ من الناسخ. (٥) في (م): "جل وعلا". (٦) في (م): "جل وعز". (٧) سقط ما بين المعقوفين من (م). (٨) في (ت): "الخلقة".

1 / 153