Bilimler Güneşi ve Arap Sözlerinin İlacı

Neşvan el-Himyerî d. 573 AH
16

Bilimler Güneşi ve Arap Sözlerinin İlacı

شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

Araştırmacı

د حسين بن عبد الله العمري - مطهر بن علي الإرياني - د يوسف محمد عبد الله

Yayıncı

دار الفكر المعاصر (بيروت - لبنان)

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Yayın Yeri

دار الفكر (دمشق - سورية)

الكيان السياسي أو ذاك مما كان قائمًا على الساحة اليمنية، أو ما قام بعد ذلك من الدول والكيانات. ولهذا أُلقِيت حجبٌ كثيفة على دعوة نشوان إِلى نفسه، وهل كان يسعى إِلى أن يكون إِمامًا أو ملكًا أو سلطانًا؟ ثم ما لقيته هذه الدعوة من الاستجابة، ثم ما منيت به في النهاية من الإِخفاق الذي أقربه نشوان نفسه «١». ولكن المؤرخين يذكرون أن نشوان توجه- ربما من بيحان- نحو حضرموت، وبالتحديد إِلى مدينة (تريم) في وادي حضرموت وكان السلطان عليها آنذاك راشد بن شجيعة الذي قابل نشوان بالحفاوة والتكريم. ولم يعلل المؤرخون هذه النقلة التي قام بها نشوان، ولكن الذي يبدو هو أن نشوان شعر بحاجته إِلى حليف قوي يمده بالعون وبالمال لتثبيت دعوته ونشر نفوذها، وذلك لأن نشوان حينما دعا إِلى نفسه فعل ذلك بدءًا، فلم يكن وارثًا ولا ممثلًا لما قام أو كان قائمًا من الكيانات السياسية على الساحة اليمنية، وبالتالي لم يرث من القوة المادية ما يساعده على كسب المؤيدين والأنصار. وتذكر المصادر أن ابن شجيعة سلطان حضرموت الذي كان يتفق مع نشوان في مسألة عدم حصر الإِمامة في قريش، قد أكرمه وأمده ببعض المال، فقفل راجعًا نحو شمال اليمن ولكنه تعرض في الطريق للسلب من بعض القبائل البدوية. لقد أعلن نشوان دعوته في مجتمع يسوده الجهل وتنازع القوى، وفي مجتمع كهذا يكون للمال الدور الأول قبل العقيدة أو (الإِيديولوجية)، وهو لم يكن يملك المال الذي يكفل لهذه الدعوة النجاح.

(١) انظر (تيارات معتزلة اليمن) للدكتور علي محمد زيد ص (١١٧ - ١١٨) نقلًا عن مخطوطة (طبقات الزيدية الصغرى) ليحيى بن الحسين بن القاسم.

المقدمة / 15