الفصل الثاني في طَبِيعَتِه وأَفْعَالِهِ مُطْلَقًا
قد علمْت أن جوهر الرصاص مركَّبٌ من مائيةٍ، وأرضيةٍ، وهوائيةٍ قليلة جدًا؛ وإلا كان يكون خفيفًا. وكذلك، أرضيته (١) قليلةٌ بالنسبة إلى مائيته، وإلا كان يعسر ذوبه، كما فى غيره من المنطرقات (٢) . فلذلك، المائيةُ هى الغالبة على جوهره. وهذه المائية جامدة، فلذلك هو شديدُ البرد.
وهو مع ذلك رطبٌ، ويجب أن يكون برده أكثر من رطوبته، لأن جوهر الماء كذلك، ولأن الرصاص فيه أرضية أكثر من الهوائية بكثير. والأرض لامحالة: شديدة اليبوسة.
وأما هوائيته، فإنها (٣) لا (٤) تفيد فى رطوبته، لأن رطوبة الهواء هى بمعنى أنه سهل القبول للانفعال، وذلك مالا تأثير له فى بدن الإنسان. فلذلك، يبوسة الأرضية، تُنقِّص رطوبة المائية تنقيصًا كثيرًا. وأما حرارة الهوائية، فلا تُنقص برودة المائية والأرضية، كثيرًا. أما أولًا فلأن هذه الهوائية قليلةٌ جدًا. وأما ثانيًا فلأن حرارة الهواء ليست بقويةٍ. وأما ثالثًا (٥) فإن الهوائية، وإن أفادت (٦) سخونةً ما