293

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Yayıncı

دار القمة

Baskı Numarası

-

Yayın Yeri

الإسكندرية

Türler

﵀ أقوال العلماء فقال: (أي: كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادة، بما يحصل من ملازمة حلق الذكر لا سيما في عهده ﷺ فيكون تشبيها بغير أداة «١»، أو المعنى: أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة فيكون مجازا، أو على ظاهره وأن المراد أنه روضة حقيقية بأن ينتقل هذا الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة، هذا محصل ما أوله العلماء في هذا الحديث وهي على ترتيبها هذا في القوة) . انتهى كلامه ﵀ «٢» .
وأعتقد- والعلم عند الله- أن القول الأخير هو المتعين لسببين:
السبب الأول:
أنه يفهم من قول النبي ﷺ: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» أنها مزية خاصة لتلك البقعة دون سائر البقاع، ولو قلنا بالقول الأول والثاني لاشتركت جميع البقاع التي يكثر فيها حلق العلم والذكر.
كما أن قوله: إن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة كلام مردود حيث إن العبادة في كل مكان تؤدي إلى الجنة، خاصة أنه لم يرد تضعيف ثواب العبادة في الروضة عن غيرها من أورقة المسجد النبوي.
السبب الثاني:
أن القول الأول احتاج إلى تقدير أداة تشبيه والقول الثاني أنزل المعنى منزلة المجاز، وحيث لا ضرورة إلى التقدير أو الذهاب إلى المجاز فلا يصير إليهما، فكلما استطعنا أن ننزل كلام الوحي منزلة الحقيقة بلا تشبيه ولا مجاز كان ذلك هو الأولى والأصوب خاصة إذا كانت هناك أسباب تدعو إلى ذلك وقد ذكرتها.
الفائدة الرابعة:
اعتناء الله- ﷾ بمنبر رسوله ﷺ، ودليله أنه سيكون معه يوم القيامة وموضعه على حوضه ﷺ، قال الإمام ابن حجر- رحمه الله تعالى- في شرحه لقوله ﷺ: («ومنبري على حوضي»: أي ينقل يوم القيامة فينصب على الحوض، وقال الأكثر: منبره بعينه الذي قال هذه المقالة وهو فوقه، وقيل: المراد: المنبر الذي يوضع له يوم القيامة والأول أظهر) «٣» . وهو الذي مال إليه القاضي عياض حيث نقل عنه الإمام النووي ﵀ قوله: (قال أكثر العلماء: المراد: منبره بعينه الذي كان في الدنيا قال: وهذا هو الأظهر) «٤» .

(١) أي تشبيه حذفت أداته وهي: «الكاف» .
(٢) فتح الباري (٤/ ١٠٠) .
(٣) فتح الباري (٤/ ١٠٠) .
(٤) شرح النووي على صحيح مسلم (٩/ ١٦٢) .

1 / 299