شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Ahmad ibn Abd al-Fattah Zawawi d. Unknown
23

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Yayıncı

دار القمة

Baskı Numarası

-

Yayın Yeri

الإسكندرية

Türler

يفعلونه. قال: فاذهبى فانظري، فذهبت فنظرت، فلم تر من حاجتها شيئا. فقال: لو كانت كذلك ما جامعتها «١» . ثانيا: بعض أقوال العلماء- ﵏ في تفسير الآية : وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ: قال الحافظ ابن كثير- ﵀: (أي مهما أمركم به فافعلوه ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر) «٢»، ونقل القرطبي عن المهدوي أنه قال في تفسير الآية: (هذا يوجب أن كل ما أمر به النبي ﷺ أمر من الله- تعالى.، والآية وإن كانت في الغنائم فجميع أوامره ﷺ ونواهيه دخل فيها) «٣»، وقال الشيخ السعدي- ﵀: (وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول ﷺ يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول ﷺ على حكم الشيء كنص الله- تعالى.، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله ﷺ «٤» . بعض فوائد الآية الكريمة: الفائدة الأولى: الأصل في أوامر النبي ﷺ الوجوب، إلا ما دل دليل على أن الأمر فيه للاستحباب، كما أن الأصل في نهي النبي ﷺ التحريم إلا ما دل الدليل على أن النهي فيه للكراهة، ودليله أن أوامر الله- ﷾ في القرآن للوجوب والآية تقول: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ. الفائدة الثانية: الزعم بأن اتباع أوامر ونواهي القرآن فحسب، واعتقاد البعض أن القرآن يكفيهم هو ضلال، وردّ للقرآن الذي أمرنا صراحة بطاعة النبي ﷺ في كل ما أمر ونهى، ولولا أن النبي ﷺ طاعة مستقلة، وأنه ﷺ يأمر وينهى بأمور لم يرد ذكرها في القرآن، ما كان لهذه الآية الكريمة من معنى، ويؤكد ذلك ما رواه البخاري: عن أبي هريرة ﵁ عن النّبيّ ﷺ قال: «دعوني ما تركتكم؛ إنّما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» «٥» .

(١) البخاري، كتاب: تفسير القرآن، باب: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، برقم (٤٨٨٦)، ومسلم، كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم فعل الواصلة والمستوصلة والواشمة، برقم (٢١٢٥) . (٢) انظر تفسير القرآن العظيم، (٤/ ٣٣٧) . (٣) انظر الجامع لأحكام القرآن (١٨/ ١٧) . (٤) انظر تيسير الكريم الرحمن، (٨٥١) . (٥) البخاري، كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: الاقتداء بسنة رسول الله ﷺ، برقم (٧٢٨٨) .

1 / 26