شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Yayıncı
دار القمة
Baskı Numarası
-
Yayın Yeri
الإسكندرية
Türler
إلى السّماء، يا ربّ يا ربّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنّى يستجاب لذلك؟!» «١» .
٣- أن يتخير من الدعاء جوامعه، فلا يقول مثلا في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من النار ومن سعيرها ومن أغلالها ومن زقومها) يكفيه ما كان يدعو به النبي ﷺ من التعوذ من النار، لما رواه مسلم، عن أبي هريرة ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ يدعو ويقول: «اللهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النّار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدّجّال» «٢» .
واسمع إلى جامع الدعاء الذي دعا به الخليل إبراهيم ﵇، قال تعالى: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ [إبراهيم: ٤١]، وقد أمر الله المؤمنين بعدم التعدي في الدعاء في قوله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف: ٥٥]، ومن أوجه التعدي: الدعاء بمحرم مثل قطيعة الرحم، أو التفريق بين الزوجين، أو الدعاء بما لا يمكن حدوثه، كطلب منازل الأنبياء في الجنة.
٤- أن يتخير الداعي الأوقات والأحوال الفاضلة التي يرجى فيها القبول، كدعاء الصائم عند الإفطار، وعند السفر، وعند المرض، وعند لقاء العدو، وفي الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، ونزول المطر، وكل ذلك وردت به السنة الصحيحة.
٥- ألايتعجل الإجابة، لما ورد في البخاري عن أبي هريرة أنّ رسول الله ﷺ قال:
«يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي» «٣»، ومن علامات تعجّل الإجابة أن يملّ العبد فيترك الدعاء بالكلية.
٦- على الداعي أن يبدأ دعاءه بالحمد والصلاة على النبي ﷺ، وأن يكثر أثناء الدعاء من الثناء على الله بما هو أهله، فإن الله يجب الثناء عليه، لما ورد في «صحيح مسلم» عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس أحد أحبّ إليه المدح من الله ﷿؛ من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرّم الفواحش.
وليس أحد أحبّ إليه العذر من الله من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرّسل» «٤» .
(١) رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب: قبول الصدقة من الكسب الطيب، برقم (١٠١٥) . (٢) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب: التعوذ من عذاب القبر، برقم (١٣٧٧) . (٣) رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب: يستجاب للعبد ما لم يعجل، برقم (٦٣٤٠) . (٤) رواه مسلم، كتاب التوبة، باب: غيرة الله تعالى وتحريم الفواحش، برقم (٢٧٦٠) .
1 / 160