فلما رآها تهش له تغير ما في نفسه وأغضى عما سبق إلى ذهنه وقال: «جئت لأهنئ مولاتي
بمنصبها، وأرجو أن تتأيد دولتها.»
فابتسمت ابتسامة الشكر وقالت: «إني لا أنسى فضلك في ذلك يا عز الدين، ولا بد لي من الاتكال
عليك في فض المشاكل التي تنتاب الدولة.»
قال: «إني رهين الإشارة يا سيدتي.»
قالت: «أنت تعلم ما يحيط بنا من الحساد وما يهددنا من الأعداء، ولا سيما الإفرنج؛ فإنهم لا
ينامون من مناوأتنا.»
قال: «لا يشغلك شاغل من أمر هؤلاء؛ فإني مدبر أمرهم.»
قالت: «بارك الله فيك، غير أني رأيت ركن الدين يليق بهذا العمل، وقد سمعتك تثني على
بسالته، وقد اتفق أني رأيته اليوم وذكرت أمر الإفرنج بين يديه، فرأيت منه ارتياحا إلى
Bilinmeyen sayfa