وعاد المتعهد ليبلغهم أن جوني في بهو الجنازة، وأنه جهز تجهيزا جيدا، وسوف يحمله إلى البيت ذلك المساء، وطلبت منه كاتي في حدة ألا يشرح لهم التفاصيل.
ثم حلت النكبة حين قال: أيتها السيدة نولان، أريد أن أحصل على العقد الخاص بحصتك. - أية حصة؟ - حصة المقبرة، إني أريد العقد حتى أفتح المقبرة. - كنت أظن أن المائة والخمسة والسبعين دولارا تشمل ذلك كله. - لا، لا، لا! إني أقدم لك الحساب، لقد كلفني التابوت وحده ...
وقالت كاتي بطريقتها الجافة: أنا لا أميل إليك، ولا أميل إلى تلك المهنة التي تزاولها.
ثم أردفت بلهجتها الواقية العجيبة المعهودة: إني لأحسب أنه لا بد أن يقوم شخص بدفن الميت، كم تكلفني الحصة! - عشرين دولارا؟ - كيف يتأتى لي الحصول على هذا المبلغ؟
وتوقفت فجأة: فرانسي! أحضري الفتاحة.
وفتحوا الحصالة المصنوعة من القصدير، وكان بها ثمانية عشر دولارا واثنان وستون سنتا، وقال المتعهد: إنها لا تكفي وسأدفع الباقي!
ومد يده ليأخذ المال، وقالت له كاتي: سأجمع المال المطلوب كله، ولكني لن أعطيه لك حتى يصبح العقد بين يدي.
ولغط وجادل، وانصرف في النهاية وهو يقول إنه سيحضر العقد، وأرسلت الأم فرانسي إلى بيت سيسي لتستدين دولارين، وتذكرت كاتي - حين عاد المتعهد بالعقد - شيئا قالته لها أمها منذ أربعة عشر عاما فقرأته في بطء وعناية، وجعلت فرانسي ونيلي يقرآنه أيضا، ووقف المتعهد على قدم أولا، ثم وقف على القدم الأخرى، وناولته كاتي المال حين اطمأن آل نولان الثلاثة إلى أن العقد سليم.
وسأل في استعطاف وهو يضع المال في جيبه بعناية: ما الذي يحملني على غشك يا سيدة نولان؟
وسألت بدورها: ترى ما الذي يحمل شخصا على أن يغش الآخر؟ ولكنهم يفعلون ذلك.
Bilinmeyen sayfa