67

Balayı Şehri

شهر العسل

Türler

فانفغرت الأفواه ذهولا، فعادت الفتاة تقول: ما أساء إلي إلا سوء الفهم والتأويل!

واصلت الأعين حملقتها في ذهول وتساؤل: طرحت لغزا فوقعتم في حبائله! - ليغفر الله لنا. - غاب عنكم أن الروح لا تتكلم بلغة الدنيا. - ليغفر الله لنا. - وأنها تهب الضياء الخالد لا المال الفاني.

فصاح رجال الصف الأول: ليغفر الله لنا.

أما الآخرون فوجموا وأطرقوا. - وأنها جاءت لتطهر القلوب لا لتحض على النهب والسرقة!

اندحر الجمهور وغرق في صمت، على حين صاح الآخرون: ليغفر الله لنا. - هكذا وقعتم في الضلال ونهبتم المال الحلال! - ليغفر الله لنا. - ذلك ما أعادني إلى الأسر! - ليغفر الله لنا. - أطلقوا سراحي أيها الأحباء المخلصون.

وبين التكبير والتهليل أخذ الرجال المحدقون بها يدسون أيديهم في جيوبهم، ويرمون بالنقود تحت أقدامها، على حين انكمش الجمهور منقبض القلب والصدر والأمل، وأخذوا يتبادلون النظرات كمن يفيقون من حلم. واستبطأهم الآخرون، فسألهم الشرطي محتجا: أتضنون بالحرية على الروح الكريم؟

ولكن واحدا منهم لم ينبس أو يتحرك. وجعل شاب الأمس يحملق في الفتاة بذهول حتى صاح متأوها: ماذا رأى؟

فتطلعت إليه الأبصار، فصاح بغضب موجها الخطاب إلى الفتاة: شد ما تغير كل شيء، كلا، ماذا أرى؟!

التصقت به الأبصار وهو يمعن النظر بجنون حتى صاح بتحد: ما أنت بالروح الكريم!

أشرقت أعين الجمهور بالأمل، أما الشرطي فصرخ فيه: كف عن التجديف يا مارق!

Bilinmeyen sayfa