İslam Dünyasında Ünlü Kadınlar
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Türler
أقام لويس التاسع أمه على منصة الحكم بدله وسافر إلى قبرص في بضعة أسابيع ومعه أقاربه وزوجته ووصلوها في موسم الشتاء ولبثوا فيها حتى انقضائه، وكان فرسان الجزيرة قد أخذوا في تعذيب من عثروا عليهم من أسرى المسلمين بأنواع العذاب وألوان الضيق، وكانوا يكرهونهم على قبول النصرانية بأمر وكيل البابا فيخلي سبيل من يقبلها حذر الموت وتقطع أوصال الذين يرفضون تغيير عقيدتهم.
وقع أكثر هؤلاء الأسرى المساكين في أيدي الفرسان من طريق القرصنة وقاسوا عسفا شديدا وظلما مريرا طول مدة الشتاء حتى إنهم لم يتركوا نوعا من أنواع التعذيب المعروفة في القرون الوسطى دون تجربتها عليهم، وبعد أن أقام لويس وحاشيته على مثل هذا التشفي وإزهاق الأنفس البشرية خلال ستة أشهر قام بجنوده، مشرعا بسفنه، نحو مصر ووجهتهم بيت المقدس لتطهيرها من أيدي المسلمين.
الفصل الثالث
وصل الملك الصالح مدينة المنصورة، مضنى الجسم، مريضا منهوك القوى فلزم توا فراش المرض، كان يتألم من دمامل فوق ركبته ومن نزلة صدرية وفدت إليه أثناء الطريق،
1
وكانت حرارة الجسم والسعال الطويل ينذرانه بخطر السل، فيئس من حاله ووقع في وهدة الاضطراب؛ إذ كان لا يستطيع الإشراف بنفسه على تعبئة الجيش وما يلزمه من المعدات، ومع ذلك فلم يأل جهده في إصدار الأوامر المتتالية والخطط الحربية لتحصين دمياط وإعدادها للكفاح والدفاع.
لقد أتم تحصين «دمياط» كما يجب وجهزها بذخائر ومؤنة تكفي حاميتها شهورا عديدة ثم شرع بعد ذلك في إعداد الأساطيل من القاهرة وحشد الجنود المصرية عند الساحل الغربي من دمياط تحت قيادة أمراء مصر ووجه القيادة العليا إلى الأمير فخر الدين يوسف.
2 •••
وفي اليوم الثاني والعشرين من شهر صفر عام 648 هجرية حاصر الأسطول الفرنسي ثغر دمياط، ثم طلب الملك لويس - جريا على عادة الصليبيين - تسليم الثغر من حاميته، وعندما رأى علامات المقاومة وجه خطاب تهديد إلى الملك الصالح، نجم الدين الأيوبي قال فيه:
إنك لتعلم أنني حامي ذمار المسيحية كما أنك ولي أمر المسلمين، ولقد سمعت بلا ريب أن مسلمي الأندلس قد أصبحوا اليوم أيضا في قبضة يدنا، مستظلين برايتنا وهم يهرعون إلينا من حين لآخر زرافات ووحدانا يقدمون إلينا أموالهم وما ملكت أنفسهم رغبة في رضانا فنسوقهم كالأغنام، نقتل ذكورهم ونترك نساءهم أيامى نسبي أولادهم وبناتهم ونصير ديارهم خرابا بلقعا، فاعلم ذلك إن كنت تجهله، ونصيحتي إليك أنني سأحاربك وأقاتلك مهما بذلت لي من وسائل القرب، إنني مهاجمك حتى لو أقسمت يمين النصرانية وارتديت ثياب القسس وحملت الشموع أمامي، إما أن أفوز عليك فأجعل بلادك تحت قبضتي وإما إنك تغلبني على أمري، ها أنا ذا مخبرك فلا تنس إن جنودي كثيرة ورجالي لا يحصى لهم عدد، يملئون الوديان والجبال وينافسون الحصى كثرة وعددا، سوف لا يغمد هؤلاء الرجال سيوفهم بل سيهرعون نحوك لهلاكك وبوارك.
Bilinmeyen sayfa