İslam Dünyasında Ünlü Kadınlar
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Türler
كانت أخت الرشيد نجمة آماله، منبع أشواقه، أفق مسراته، بل كانت هي الكل في الكل.
كان الآن يعيش للعباسة ويعمل للعباسة ويناضل لأجل العباسة، إنها مقر أمله ومبعث شجاعته وإقدامه، سوف يكافح أعداءه بعد اليوم ويقف أمامهم وجها لوجه، ويلقي عليهم درسا فعليا في نظرية تنازع البقاء لغرض واحد هو سعادة العباسة.
الفصل السابع
بينما كان جعفر غارقا في قرار عميق من لجج هذه الفلسفة الروحية والمشاعر المعنوية وهو يظن نفسه في حصن حصين من خيراته السالفة ونعمائه السابقة، كان المحذور قد وقع وسبق السيف العذل، أجل إن عيون زبيدة الذين نقلوا إليها أخبار ملاقاتهما الليلية هو والعباسة وتزاورهما ومناجاتهما لبعض تحت أشعة القمر في حدائق الخلافة، نقلوا إليها كذلك بشرى ولادة الحسن وإرساله إلى مكة، إلى غير ذلك من خطير الحوادث.
ما كاد ذلك يصل مسامع زبيدة حتى اجتمعت بالفضل وابنها الأمين وتشاوروا جميعا كيف يزفون هذه الحوادث إلى مسامع الخليفة.
فكروا كثيرا فوجدوا خير وسيلة يتذرعون بها هو كتابة رقاع يدونون بها أبياتا من الشعر تتضمن الحادثة ينثرونها في أرجاء القاعة التي يجلس الرشيد فيها، وسرعان ما عمدوا إلى هذه الفكرة فأخرجوها من حيز القول إلى دائرة العمل.
لم يمض إلا قليل من الزمن حتى علم الخليفة بالسر المكتوم وأسكنه في قرار مكين من زوايا صدره، وسافر فجأة في تلك السنة إلى الحجاز فأوجس جعفر خيفة من هذه الرحلة، وتوقع أن يحدث على أثرها حوادث ذات بال.
وصل الخليفة إلى مكة فبث العيون والأرصاد يبحث عن ابن العباسة إلى أن عثر على ضالته وعرف النجل الظريف سليل الدوحة الهاشمية من سمات وجهه، كان الحسن ذا وجه مشرق بضياء الحسن والبهجة، يشبه أمه العباسة أخت الرشيد، وتكاد عيناه البراقتان تفشيان سر الحبيب.
كاد الحب يتغلب عليه فيشفق على ذلك الغلام الجميل ابن أخته لولا الغرور، نعم، تغلب الغرور على أمره وتسيطر على حواسه فما أعجز الإنسان أمام تلك القوة الموهومة التي تتسيطر على إرادته!
استوثق الرشيد من الأمر فقفل راجعا إلى بغداد مقر الخلافة، وقد خفف ذلك من هيجان غيظه وكمده، كان قد سافر إلى مكة مسرعا مضطربا فعاد منها هادئا مطمئنا وقد وقف على ما يريد أن يعلمه، بل مكث في محطات كثيرة لقبول الهدايا كما قبل أيضا هدايا البرامكة كالمعتاد، وشنف سمعه بمديحهم وحمدهم له، في النهاية حط الرحال عند مدينة «الأنبار» التي يستظرفها على شاطئ الدجلة.
Bilinmeyen sayfa