هتفت زينب بنبرة جامدة: الحمد لله، طالما قلت إنك بحاجة إلى الراحة.
فأحنقه انتصارها بلا سبب، وخاطب مصطفى، مشيرا إلى زوجته، قائلا: هي المسئولة أولا وأخيرا.
ولما فرغ من تلخيص رأي الدكتور، عاد يؤكد رأيه: هي، هي المسئولة.
فقال مصطفى بحبور: يا له من علاج هو باللعب أشبه!
ثم مستدركا في أسف: لكن الطعام والشراب! ... اللعنة على الزمن.
لم تلعن وأنت لم تصب بسوء؟ ماذا يفعل المقبل على رحلة غامضة؟ الحائر بين الحب والضجر، الذي لم يحدث نفسه بعد بطريقة شافية! وقال لمصطفى: الدكتور حامد سأل عن الأصلع الصغير.
ثم بعد أن سكتت عاصفة الضحك: وهنيئا لك إعجاب زوجته!
ابتسم مصطفى في سرور صبياني لمعت به أسنانه الناصعة البياض: أصبحت بفضل الإذاعة والتلفزيون كالوباء، ولا بد أن أصيب ضعيفي المناعة.
وذكر الآخر في السجن، حتى حساسية الضمير يدركها الضجر، يوم احترقت بلهيب الخطر. لكنه لم يعترف، رغم الأهوال لم يعترف، وذاب في الظلمات كأن لم يكن، وأنت تمرض في الترف. وتنهض الزوجة رمزا للمطبخ والبنك. فسل نفسك: ألا يضجر النيل تحتنا؟ - بابا، هل نستعد للسفر؟ - سنمرح كثيرا، وسوف أعلم أختك السباحة كما علمتك فيما مضى. - حتى البراميل!
ها هي أمك تحاكي البرميل، والأفق يحاكي السجن، والحرية استكنت وراء الأفق ، ولم يبق من أمل إلا الضمير المعذب. وقال مصطفى: زوجي تفضل رأس البر للأسف، ومثلي لن يظفر بإجازة شهر كامل إلا إذا أصيب بسرطان ممتاز.
Bilinmeyen sayfa