49

ثم بهدوء قالت: ليس عندي لك إلا الحب، فإن زهدت فيه انتهى كل شيء.

وراقبت صمته بيأس، ثم استطردت: وتقلب الأهواء في الشباب داء له علاج، أما في العقلاء أمثالك فلا علاج له.

وأجال بصره في الحجرة يائسا، وقال: هل أنا مجنون؟ - العجيب أن شخصيتك لا توحي بأي نزق. - لكني متهم بالجنون لسلوكي.

هتفت بحدة: إن كنت تقصد معاشرتك لي، فارجع إلى زوجتك. - لا زوجة لي. - إذن فلأذهب أنا، مشكلتي أبسط من مشكلة زوجتك، لأنني لن أعدم عملا أو مسكنا.

وخزه قولها وأوشك أن يصرخ في وجهها: «اذهبي.» ولكنه مد ساقيه وأغمض عينيه. - كنت مع امرأة؟

فقال باستهانة وضجر: أنت تعرفين. - من؟ - امرأة. - ولكن من تكون؟ - لا يهم.

عرفتها قبل أن تعرفني؟ - مقابلة عابرة. - تحبها؟ - كلا. - لم ذهبت معها إذن؟ - هه ... - لعلها رغبة طارئة؟ - يعني! - وهل ترضخ لأي رغبة؟ - ليس في جميع الأحوال. - متى؟

باستهانة وضجر: عند الإحساس بالمرض. - هل أنت مولع بالنساء؟ - كلا. - ألم تكن تحبني؟ - بلى. - ولكنك لم تعد تحبني. - أحبك، ولكن عاودني المرض.

فقالت بحدة: لاحظت تغيرك منذ أيام. - منذ عاودني المرض.

فهتفت بحنق: المرض ... المرض!

Bilinmeyen sayfa