وقال عثمان: اقذف بشعرك في المعركة تظفر بآلاف المستمعين.
وأرهقك الصمت، وألح عليك الحرمان، وفتح الحب ذراعيه، وأثبت الشعر أنه لا قدرة له على الامتلاك. ويوما قال مصطفى بارتياح: أخيرا قبلت فرقة الطليعة مسرحيتي.
واشتد إرهاق الصمت، وقرر شمشون أن يهدم المعبد، وسرعان ما استغرقه النوم.
وسألت بثينة: هل من الضروري، يا بابا أن يستمع لغنائنا أحد؟
فداعب خصلة من شعرها الأسود، وقال: ما معنى أن ندعو سر الوجود من الصمت إلى الصمت؟
ثم برقة وعطف: ألا تودين أن يسمع لغنائك الناس؟ - طبعا، ولكني سأستمر على أي حال. - جميل، أنت أفضل من أبيك، هذا كل ما هنالك. - ولكنك تستطيع أن تعود إلى الشعر إذا أردت. - الموهبة ماتت إلى الأبد. - لا أصدق، إنك في نظري دائما شاعر.
ما للشعر وهذا الطول والعرض، والتفكير الدائب في القضايا، وبناء العمارات، والطعام الدسم لحد المرض؟!
وحتى مصطفى انحط يوما على المقعد الطويل مقوس الظهر، كأنما أوغل في الكبر، وقال: ما أضيع الجهد!
وقلت له بانزعاج: ولكن الطليعة ترحب بمسرحياتك، وهي فن جيد حقا.
فلوح بيده بازدراء، وقال: علي أن أعيد النظر في حياتي كما فعلت أنت. - طالما نصحت بالمثابرة والصبر.
Bilinmeyen sayfa