من عيون اهل الفضل ومشاهير اولى العدل كان متصفا باوصاف شريفة واخلاق لطيفة قد خدم العلماء الكبار وحصل الأسانيد العالية ورأى الأساتذة المشهورين ودرس فى الجامع العتيق سنين، وله تصانيف كثيرة ما شهرها لأمرما، توفي فى ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وسبعمائة ودفن خلف درب كازرون فى حظيرته «3» رحمة الله عليه، ورأيته فى المنام بعد وفاته بأيام فقال للعلماء درجات واى درجات ليس بينهم وبين الأنبياء الا درجة واحدة، فقلت اخبرنى عن العلماء الذين هم اليوم فى قيد الحيوة ايهم اقرب الى الله تعالى فقال اقربهم الى الله تعالى فى هذا العهد مولانا زين الدين ابو بكر الطايباذى «4»، فلما انتبهت تجسست عنه ولم يكن لى به علم قبل ذلك فأخبرنى من شاهده بخراسان انه عالم عامل كامل مكمل قد بلغ من زهده وورعه وحاله ما لم يبلغه اهل هذا الزمان «1»، (ورق 60) ولئن ساعدنى العمر لأكتحل «2» عينى بتراب قدمه واحشو صدفة اذنى من فوائد حكمه،

فهم وأمثالهم اعيان ملتنا ال ... بيضاء من عرب عرباء او عجم

فى كل عصر لنا فيهم شموس هدى ... اذا عرا «3» الجدب يستسقى الحيابهم

وان طرا «3» حادث عذنابهم واذا ... حلوا قبورهم عذنا بتربهم

نصفيهم ما حيينا ودهم واذا ... متنا نموت على اخلاص حبهم

رحمة الله عليهم.

Sayfa 120