وما كاد أبو الطيب بعد خروجه من القصر يصل إلى ظاهر المدينة، حتى أحاط به غلمان أبي العشائر ونفوسهم متعطشة إلى دمه، فرماه أحدهم بسهم وهو يقول: خذه وأنا غلام أبي العشائر! فحاد عنه السهم، ووكز أبو الطيب جواده وهو يقول:
ومنتسب عندي إلى من أحبه
وللنبل حولي من يديه خفيف
فهيج من شوقي وما من مذلة
حننت، ولكن الكريم ألوف
وكل وداد لا يدوم على الأذى
دوام ودادي للحسين ضعيف
فإن يكن الفعل الذي ساء واحدا
فأفعاله اللائي سررن ألوف
فإن كان يبغي قتلها يك قاتلا
Bilinmeyen sayfa