Endülüs Şairi ve Dünya Ödülü
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
Türler
المثالية
المثل الأعلى، ولنتدبر ذلك لنعلم أن الإنسان أو المجتمع الإنساني لن ينتهي أحدهما إلى الغاية القصوى؛ لأن كلا منهما يجوز أن يصبح خيرا مما هو ، ويرتفع إلى حالة أسمى من الحالة التي أدركها. وينبغي أن يرتفع إلى تلك الحالة لأن كل مرحلة ينتهي إليها تفتح مطارح النظر إلى ما وراءها، وما زال الوهم - على كونه مخالفا للحقيقة - كأنه من الجهة الأخرى مرآة، تعرض لنا جانبا من حقيقة منشودة إذ كانت النتيجة المادية أن نسعى إلى غايتها، وعلينا أبدا أن ندور وندور حول هذا الكوكب من أفق إلى أفق ما دمنا نحوم في فضاء هذا الكون، ولا نصطدم هنالك بالكارثة القاضية، وليس الإنسان ولا المجتمع الإنساني في الواقع إلا مرحلة دائمة من مراحل التقدم والنقلة الموقوتة بين حاضر وحاضر، وهذا هو مصدر قوة الإنسان العظمى.
وإن فضيلة الشوق إلى التقدم جديدة أبدا، فكل ما يشوقنا يتمثل لنا بمغناطيسية جديدة، فلا سبيل إلى بلوغ المثل الأعلى؛ لأننا نحن أيضا نتجدد وننتقل من جديد إلى جديد، سواء شعرنا بذلك أو لم نشعر، وسواء انتفعنا بهذه الجدة أم تركناها تذهب سدى.
المساواة والآراء
إن أعلى صورة من صور المساواة بين الناس نفهمها من طريق الشعور، أو نعبر عنها بلغة الشعور، وربما صح أن الغريزة التي يروضها التقدم الصناعي تسمو على الغريزة التي لا رياضة لها غير ضرورات الساعة، إلا أن الذكاء لا يصح أن يتخذ سببا لشعورنا بالتفوق على سوانا، ولا للشعور بهذا التفوق على حساب غيرنا، أو للتفرقة بيننا وبين الآخرين؛ إذ الواجب على الذكاء والفهم أن يكونا سببا لفهم الآخرين والتفاهم بيننا وبينهم من طريق التهذيب الباطني والنفاذ إلى أدب السريرة. ولا يحسن أن يتخذ الفهم سببا لانقسامنا إلى عناصر أو أجناس أو ألوان أو طبقات أو درجات من الثقافة والعرفان، بل الحسن من الفهم أن يكون سببا للتعاطف بيننا وبين الناس بكل وسيلة من وسائل العطف والمودة. وإذا كانت حواسنا الخمس سواء نحن بني الإنسان، فكيف يشق علينا أن يماثل بعضنا بعضا؟ إن حقا علينا أن نبذل لكل أحد ما كسبناه من التقدم المختار، ولا نخفيه أو نموهه على أولئك الذين يلوح لنا أنهم «عمليون» واقعيون غير متقدمين، وأن نتقبل جهلهم ونسوسه، ونرضي فيهم نزعة التطلع الساذج كما نصنع في معاملة الأطفال - أطفالنا على الخصوص - ولا ينبغي أن نحكم عليهم بما يبدو من تقلب أطوارهم،على مثال من الطفولة النابية التي تمعن في نبوها كلما تشبهوا بنا على جهل منهم بمعنى هذا التنبه أو بالغاية منه.
وإنه لمن الشائق أن نستطرد في هذا البحث لعلنا نرى أن الذي يفرق الناس ليس هو الذكاء والفهم على وجه اليقين، وإنما هو ما يسمى بالمبادئ سواء منها ما يعتقد للخير أو للشر؛ لأن المبدأ الذي يقال عنه إنه خير يعزل الإنسان الذي يقال عنه إنه شرير، كما يعزل المبدأ السيئ من يوصفون بالخير، والظاهر أن المبادئ السيئة أو الأفكار السيئة هي التي تثير الحروب بين الناس، وأن الشعور وحده هو الذي يستطاع تنبيهه لتلطيف الشر الذي ينجم من تلك المبادئ أو الأفكار، فإذا كانت الغازات الخانقة - مثلا - لم تستخدم في القتال، فإنما امتنع استخدامها احتراما للشعور مما يصح أن يفهم منه أن الشعور يفوق الذكاء، وأن من اليسير علينا أن نقترب من الآخرين بالاحتكام إلى الشعور، وأن المذاهب الفكرية - أي الأيديولوجية - هي التي تحتاج إلى المعالجة لتيسير الاتصال من جانبها، فلا يخفى أن الأفكار والمبادئ لذاتها، لا تكون خيرا أو شرا، ولا توصف الأسلحة والسموم لذاتها بالخير أو بالشر، وإنما يأتي خيرها أو شرها من جانب المفكرين أو الأيديولوجيين الذين عجزوا عن الشعور، وإن الديانات لهي خير - جد خير في الحياة العملية - كلما رجعت إلى الشعور وليست كذلك لأنها ترجع إلى «الأيديولوجية» والتعليلات الذهنية. وما يعتري الديانات من تخلف وهبوط إلا أن يكون ذلك إلى العلوم الكهنوتية أي إلى المحاولات العقيمة للتخريج والتفسير وتمثيل العواطف الباطلة على صورة تلائم مصيرها. ومن ثم يمكن أن يقال إن التقريب بين الناس مستطاع من طريق العلوم قبل الفنون، وإننا ينبغي أن تتطلع إلى فهم العلم الأجنبي والمخترعات الأجنبية، كما رأينا أننا نستطيع أن نعتمد على الشعور لتحقيق هذه الغاية، ويبقى - بعد هذا - أن نوجه أنفسنا راشدين.
إن جميع الأفكار التي يدين بها جميع الناس جديرة بالاعتبار صالحة لأن يستفاد منها على أسلوب الاستفادة من الفكرة المشتركة على وفاق ، ولا شك أن الديمقراطية إذا نظرنا إليها على أنها أمل ميسور التحقيق فكرة رفيعة، أو أنها هي الفكرة الإنسانية الرفيعة التي ينبغي أن تقوم عليها حياة الإنسان الكاملة كما لخصها مفكرنا الواقعي أرسبرست دي هيتا
Arcipreste de Hita
حيث قال إنها هي الحصول على العيش والعشرة الرضية. وكذلك تكون الديمقراطية المترقبة تحولا مستمرا إلى الشرف الصحيح شرف الأرستقراطية الجديرة بالكرامة التي تورث كل إنسان ميراثا من الثقافة الروحية والمادية، فلا تكون الديمقراطية على هذا الاعتبار مرضا متقدما كما يراها بعضهم في العصر الحاضر، بل تكون هي المناعة المتقدمة، وتستمد عناصرها جميعا من الصحة والقوة واللطف والسمت والجمال، ولن تنال الديمقراطية حقا إذا طلبناها على أنها مزية لأمة خاصة أو لأناس معلومين، ولكنها تنال وتستحق الطلب حين تفهم أنها حق لجميع الأمم وجميع البلاد. وسيكون الديمقراطي - أو أرستقراطي المستقبل بعبارة أخرى - هو الإنسان من سواد الناس أو عامة الناس. وفي كلمة العامة دليل على مدلولها المستكن فيها، وهو معنى العموم والتعميم (أي المعنى الذي لا يتفق مع التخصص والتمييز).
واجب الشباب
Bilinmeyen sayfa