Endülüs Şairi ve Dünya Ödülü
شاعر أندلسي وجائزة عالمية
Türler
وفي المساء الصحو، وفي الظهيرة المطيرة ، وفي كل لحظة تتبدل مع جو النهار والليل على حالة من الحالات، تسترعيني بأي هوى وأي اشتياق، من شرفتي. من نافذتي. من عرض الطريق.
الشبح
كان أمتع اللهو عند أنيلا - صانعة الزبدة - التي كان شبابها اليانع المتدفق ينبوع فرح لا ينضب، أن تتزيا بزي شبح مخيف.
فهي تضفي على جسدها ملاءة بيضاء، وتمسح وجهها السوسني البياض بطلاوة من الدقيق، وتغطي ثناياها بفصوص الثوم، وبعد تناول العشاء نجلس في حجرة المائدة مهومين، فتظهر لنا فجأة من ناحية السلم الرخامي، وفي يدها شمعدان مشتعل تخطو على مهل في رصانة ووقار، وإنها - بهذا الزي - لتجعل من عريها كساء، وتبعث الفزع بما استعارته من مثال أهل القبور، ولكنها - على هذا - تسحر العيون ببياضها الناصع سحرا تداخله غوامض الرغبات.
ولن أنسى يا بلاتيرو! تلك الليلة من شهر سبتمبر، حين ثارت العاصفة تخبط المدينة كأنها ضربات قلب مريض، وتصب شآبيب الماء والسقيط تتوالى بينها نوازل البروق والرعود، وقد فاض الحوض فأغرق الرحبة، وانقضت معالم المساء الأخريات من دقات الساعة التاسعة، إلى مركبة السيارة، إلى نواقيس المساء، إلى ساعي البريد. ومشيت وأنا أرجف من الخوف إلى حجرة المائدة لأشرب، فلمحت على ضوء عقيقة زاهية من البرق كافورة بيت فيلار - شجرة الوقواق كما ندعوها - وقد وقعت منقصفة على سقيفة المخزن. وعلى حين غرة سرت بيننا نأمة يابسة، كأنها ظل صدمة من صدمات البرق المدوية خطفت أبصارنا وزلزلت جوانب الدار. فلما ثاب إلينا وعينا بعد تلك الصدمة إذا بكل واحد منا في مكان غير الذي كان فيه منذ لحظة، منفردا مشغولا بما هو فيه عن سواه: هذا يشكو الصداع، وهذا يلمس عينيه، وهذا يتحسس قلبه بين حنايا صدره، ويعودون واحدا واحدا إلى حين كنا مجتمعين!
ثم هدأت العاصفة، ولاحت أسارير القمر بين الغمائم تفضض صفحة الماء الذي يغمر رحبة الدار، وذهبنا نتفقد حولنا كل شيء، وانطلق (لورد) يعدو إلى السلم ويعود وهو ينبح نباح الجنون. ثم اتبعناه - يا بلاتيرو - إلى الكرم المتلألئ من حيث تنبعث إلى الأنوف رائحة تغثي النفوس. وهناك يا بلاتيرو رقدت (أنيلا) في ثوب الشبح، ولا يزال شمعها يشتعل في يد - من لفحة الصاعقة - سوداء.
الأبله الصغير
كلما عبرت بشارع دون جوزي رأيت الأبله الصغير يجلس على عتبة داره يرقب العابرين.
لقد كان واحدا من أولئك الصغار المساكين الذين لم يرزقوا قط نعمة الكلام ولا نعمة الجمال، فرح بينه وبين نفسه، حزن لمن ينظر إليه، كل شيء عند أمه، لا شيء عند الناس.
ويوما من الأيام، بعد ذهاب الريح السوداء، لم يظهر الطفل على باب داره، وظهر مكانه عصفور يغرد على عتبة الدار، فذكرت (كروس) ذكرى الوالد قبل ذكرى الشاعر الذي راح يبحث عبثا عن روح وليده الفقيد بين فراش جليقية: (أين الفراشة ذات الجنيحات الذهبية؟!)
Bilinmeyen sayfa