Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel

Omar Al-Moqbel d. Unknown
67

Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel

مواعظ الصحابة لعمر المقبل

Yayıncı

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٥ هـ

Yayın Yeri

الرياض - المملكة العربية السعودية

Türler

قصيٍّ، قال عنه النبيُّ ﷺ: (إنَّ لكلِّ نبيٍّ حواريًا، وحواريَّ الزُّبير) (١)، شهد بدرًا والمشاهد كلَّها، وشهد له النبيُّ ﷺ بالشهادة وهو حيٌّ؛ فقال حين كان على جبل حراءٍ فتحرَّك: (اسكن حراء؛ فما عليك إلَّا نبيٌّ، أو صدِّيقٌ، أو شهيدٌ)، وكان عليه النبيُّ ﷺ، وأبو بكرٍ، وعثمان، وعليُّ، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقَّاصٍ ﵁ (٢). وفضائله ومناقبه كثيرةٌ، وقد مات شهيدًا مغدورًا به من البغاة الخوارج سنة ستٍّ وثلاثين، وعمره سبعٌ وستُّون سنة، وقيل غير ذلك (٣). • والمنقول من وعظه قليلٌ، ومنه قوله (٤): «من استطاع أن تكون له خبيئةٌ من عملٍ صالح، فليفعل». يا لها من موعظةٍ بليغةٍ، ووصيَّةٍ فذَّةٍ! ذلك أنَّ الأعمال الصالحة لا تقبل إلا بإخلاص العمل، ولمَّا كان الإخلاص يحتاج إلى مجاهدةٍ، خاصةً إذا كان العمل كبيرًا، والأثر عظيمًا، والإنسان كثير الخلطة للخلق؛ لذا كان السلف - ومنهم الزبير - يوصون بمثل هذه الوصيَّة، وهي أن يكون للإنسان خبيئة عملٍ صالحٍ، لا يطلع عليها إلا الله تعالى؛ فإنَّ الإخلاص ما خالط عملًا إلا عظَّمه، ولأنَّ اطِّلاع الناس على العمل - وإن لم يسارع له العبد -له ضريبته من جهة حاجته إلى الإخلاص، والبعد عن حظِّ النفس، والرغبة في ثناء الخلق.

(١) البخاري ح (٢٦٩١) واللفظ له، مسلم ح (٢٤١٥)، ويُنظر: تاريخ الإسلام (٣/ ٥٠٢): الحواريُّ: الناصر، وقال الكلبيُّ: الحواريُّ: الخليل، وقال مصعبٌ الزبيريُّ: الحواريُّ: الخالص من كلِّ شيءٍ. (٢) مسلم ح (٢٤١٧). (٣) منتهى السول (١/ ٦٠٢). (٤) الزهد؛ لأحمد (ص١١٩).

1 / 72