Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel
مواعظ الصحابة لعمر المقبل
Yayıncı
مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣٥ هـ
Yayın Yeri
الرياض - المملكة العربية السعودية
Türler
متعينٌ؛ فإنَّ مضمون هذه المقالة أنَّ نقلة الكتاب والسُّنَّة كفارٌ أو فسَّاقٌ، وأنَّ هذه الأمة التي هي: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ وخيرها هو القرآن الأوَّل - كان عامتهم كفارًا أو فساقًا - ومضمونها أنَّ هذه الأمة شرُّ الأمم، وأنَّ سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام؛ ولهذا تجد عامة من ظهر عنه شيءٌ من هذه الأقوال، فإنَّه يتبيَّن أنَّه زنديقٌ، وعامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم، وقد ظهرت لله فيهم مثلاثٌ» (١).اهـ.
ومن دقيق فهم الإمام مالك ﵀ للقرآن أنَّه قال في قوله تعالى عن الصحابة: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾ إلى قوله: ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ [الفتح: ٢٩]، قال ﵀: «من أصبح من الناس في قلبه غيظٌ على أحد من أصحاب رسول الله ﷺ، فقد أصابته هذه الآية» (٢).
فليعرف المؤمن لأصحاب نبيِّه ﷺ قدرهم، وليحذر من الاستماع أو المشاهدة لتلك القنوات، التي تثير الشُّبه حول أصحاب النبيِّ ﷺ، فخيرٌ للمؤمن - والله - أن يلقى ربَّه وقلبه سليمٌ لعموم المؤمنين، فكيف بأصحاب النبيِّ ﷺ؟! وليحفظ المسلم ثناء الله على أصحاب نبيِّه ﷺ ورضاه عنهم، ولا يكن في قلبه غلٌّ على أحدٍ منهم؛ فإنَّ هذا من أعظم خبث القلوب.
اللَّهمَّ اجعلنا ممَّن دخل في قولك: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا
_________
(١) الصارم المسلول (٣/ ١١١٠ - ١١١١).
(٢) الرواة عن مالك؛ للرشيد العطار (ص٢٥٩)، وانظر: «الشفا»؛ للقاضي عياض (٢/ ١٢٠).
1 / 18