230

Series of Ambitions - The Prelude

سلسلة علو الهمة - المقدم

Türler

شدة عداوة النصارى لمحمد ودينه
قال وهو يحكي سبب إسلامه: لم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة أن أكون من المسلمين؛ إذ إنني منذ نعومة أظفاري تلقيت التعليم من والدي الذي كان يقول لي دائمًا: إن محمدًا رجل بدوي صحراوي، ليس له علم ولا دراية، ولا يقرأ، وإنه أمي.
وهذا من جهلهم الفاحش وعدوانهم؛ لأن الكتابة لا تتعين سبيلًا لتحصيل العلم، فهناك سبل أخرى خاصة، كالوحي من الله ﷾، فهذا أعظم منبع يستقى منه العلم.
يقول: هكذا علمني أبي، بل أكثر من ذلك، فقد قرأت للبروفيسور الدكتور: ريكونجي النصراني الفرنسي قوله في كتاب له -وهي عبارة شنيعة جدًا -والعياذ بالله- من كذب وافتراء هؤلاء المجرمين وعدوانهم على الله وعلى رسول الله ﷺ يزعم فيه أن محمدًا رجل كذاب والعياذ بالله! يعني: ينسبونه إلى الكذب حاشاه ﵊، ويزعم هذا الكافر أنه يسكن في الدرك السابع من النار، فلعنة الله على قائل ذلك.
هكذا كانت تساق المفتريات الكثيرة لتشويه شخصية النبي ﷺ، ولا شك في أن التضليل الإعلامي اليهودي خاصة على مستوى العالم يعتبر سببًا كبيرًا جدًا في صد الناس عن دين الإسلام، وإلا فهناك ملايين من البشر -والله تعالى أعلم- لو أزيلت عنهم الحجب والحواجز والتشويه والتشنيع على الإسلام ووصلت إليهم الصورة الحقيقية لأسلم منهم عدد هائل، لكن الحقائق مغيبة ومزيفة في نظرهم بفعل اليهود -لعنهم الله- وإخوانهم من النصارى، وهذا ما أشار إليه النبي ﵊ في حديث عن الميت: (إذا وضع في قبره أنه يسأل عن ثلاثة أمور: من ربك؟ وما دينك؟ وما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟).
أما المؤمن فيشهد شهادة الحق، وأما الكافر فعندما يقال له: وما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم فلا يهتدي لاسمه، ولا يدري من هو هذا الرجل، فيقال له: محمد.
يذكر باسم محمد ﵊، فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته.
فهذا غاية ما عند هؤلاء الكفار، أي: أنهم يرددون ما يقوله الآخرون دون تمحيص ودون تحرٍ أو تحقق وتثبت من صدق هذا الكلام، وهو متعلق بأخطر قضية في الوجود، وهي علاقة المرء بربه ﷾ ودينه الإسلام ونبيه محمد ﷺ.
فنحن -بلا شك- نقطع ونجزم بأن كل إنسان بلغته دعوة الإسلام، وسمع عن الإسلام أو عن القرآن أو عن محمد ﵊ ثم لم يسلم فلن يدخل الجنة، فمن بعد بعثة الرسول ﵊ سدت كل الطرق المؤدية إلى الجنة، وبقي طريق واحد فقط يدخل الناس منه الجنة هو طريق محمد ﷺ، فلا يتصور أبدًا أن أي كافر من أي دين سمع عن الإسلام أو عن الرسول والقرآن ثم لم يسلم أن تكون له نجاة، والعجب كل العجب مما يفعله السفهاء والزنادقة من قولهم: إسحاق رابين ﵀! وإسحاق رابين صانع السلام.
فماذا حصل في عقول الناس؟! بل إنه لما قتل كان الملك حسين يتمنى موتة مثل موتته، فقد قال: أتمنى أن أموت بنفس الميتة، وربنا كريم! والله إن الإنسان ليعجب من هذه الرقة والعذوبة واللين والحب والبكاء، إن زوجة الملك حسين بقيت قرابة أربع ساعات تبكي بكاء متصلًا، وقيل: بل شهرين أو ثلاثة! فهل العلاقات الودية وصلت إلى هذا الحد! وهذا الخبيث الهالك لما عقد معاهدة السلام مع الأردن قال الملك حسين: أما آن اليوم لعلاقاتنا أن تصبح علانية؟! فالشاهد أن هؤلاء رضوا بأن ينحازوا إلى معسكر أعداء الله وأعداء رسول الله ﷺ، ونحن نجزم ونقطع قطعًا كما أننا نقطع بأن الشمس -إن شاء الله- ستشرق من المشرق غدًا أن هذا الرجل مات على الكفر، فهو هالك، ونسأل الله إن كان كذلك أن يملأ قبره عليه نارًا، وأن يلحق به كل من يحبونه ويعتبرونه صانعًا للسلام، فهذه في الحقيقة كانت جنازاتهم وليست جنازته هو، فالإنسان يعجب مما يحصل في هذه العقول من الافتتان بهذه الصورة! والرجل هو الذي كان يقول: إن إسرائيل عليها أن تستعد لحرب ضد مصر أو ضد العرب.
وأيام ذلك حصلت أزمة كبيرة معروفة.
فما زالوا حتى الآن يسنون لنا السكين، ونحن نقول عن إسحاق رابين: إنه صانع السلام.
ويده هي التي تلوثت بقتل فتحي الشقاقي في جزيرة مالطا، فأخذه الله ﷾ أخذ عزيز مقتدر، وبيد خبيث من خبثائهم أيضًا، والشخص الذي قتله تجد الكلام عليه في منتهى الاحترام، فإنه لم يوصف هذا اليهودي القاتل -على زعمهم- بأنه إرهابي متطرف، فما هو السر؟ إن السر هو أنه متدين، وقد قال: أنا فعلت ذلك عن عقيدة، فهذا رجل خان إسرائيل، وفرط في أرض إسرائيل.
ومع ذلك ما جرؤ أحد أبدًا أن يقول عنه: إنه إرهابي.
لم يشتم بالشتائم، ولو أن مسلمًا فل أهون من ذلك بكثير لرموه بالإرهاب والتطرف، أن كل يهودي متطرف، وكل نصراني متطرف، وكل من حاد عن الإسلام وعن منهج أهل السنة هو المتطرف في الحقيقة، لكن المسألة عبارة عن أدوار تتوزع بينهم، فمن رحمة الله ﷾ أنه يسلط بعض الظالمين على بعض، ويخرج المؤمنين الموحدين من بينهم سالمين، فلاشك في أن هذه من آيات الله ﷾.
ونسأل الله ﷾ أن يلحق بـ إسحاق رابين كل من يترحم عليه، وكل من يحبه، والمرء يحشر مع من أحب.
وكلنتون يمدحه بالزهد في الدنيا، وأنه كان رجلًا زاهدًا مكث طول عمره لا يعرف ربطة العنق (الكرفته).
ومن الغرائب العجيبة أن هذا الخبيث الهالك قبل موته بفترة قليلة أصدر أمرًا بمنع ياسر عرفات من دخول القدس، فلذلك منع من حضور الجنازة، وإلا فقد كان أول الناس الذين سيقومون بما يرونه واجبًا بالنسبة لهم، لكن هذا الخبيث الهالك كان قد أصدر أمرًا بمنع عرفات من دخول مدينة القدس، فقد كان في بيئة شديدة التعصب لهذه الملة المحرفة.
فالمهم: أن رحمة برلومو كان قسيسًا، بل رئيسًا للتبشير في كنيسة بيجن إنجلتلوا، قال وهو يحكي سبب إسلامه: لم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة أن أكون من المسلمين.
ويقول: وهكذا كانت تساق المفتريات الكثيرة لتشويه شخصية الرسول ﷺ، ومنذ ذلك الحين تولدت لدي فكرة مغلوطة راسخة تدفعني إلى رفض الإسلام وعدم اتخاذه دينًا لي.
ثم يقول: والواقع أنه لم يكن من أهدافي بحال من الأحوال أن أبحث عن دين الإسلام، ولكني قررت بأن أهتدي إلى الحق، ولكن لما كنت أبحث عن الحق المجهول كنت أتساءل: لماذا كنت أبحث عن الحق المجهول؟! ولماذا تركت ديني رغم أنني كنت أتمتع فيه بمكانة مرموقة بين قومي؟! حيث كنت رئيس التبشير المسيحي في الكنيسة، وكنت أحيا حياة كلها رفاهية ويسر، إذًا: لماذا اخترت الإسلام؟!

14 / 10