141

Secularism: Its Rise and Development

العلمانية - نشأتها وتطورها

Yayıncı

دار الهجرة

Türler

ميادين العلم والفلسفة، لا سيما آراء أرسطو وبطليموس، وقد بذلوا جهودهم في التوفيق بين معتقداتهم الدينية وآرائهم الفلسفية، ونشأ عن ذلك فلسفة مركبة تسمى " الفلسفة المسيحية" وهي خليط من نظريات الإغريق وظواهر التوراة والأناجيل وأقوال القديسين القدامى، ولما كان العلم والفلسفة في ذلك العصر شيئًا واحدًا، فقد أدمج الفلاسفة المسيحيون في صرح فلسفتهم كل ما وصل إليه العلم البشري في عصرهم من النظريات الكونية والجغرافية والتاريخية، ورأت الكنيسة في هذه الفلسفة التوفيقية خير معين على الدفاع عن تعاليمها ضد المارقين والناقدين، (١) فتبنتها رسميًا وأقرتها مجامعها المقدسة حتى أضحت جزءًا من العقيدة المسيحية ذاتها وامتدت يد التحريف فأدخلت بعض هذه المعلومات في صلب الكتب الدينية المقدسة. ولم يبدأ عصر النهضة الأوروبية في الظهور حتى كانت آراء أرسطو في الفلسفة والطب ونظرية العناصر الأربعة ونظرية بطليموس في أن الأرض مركز الكون، وما أضاف إلى ذلك القديس أوغسطين وكليمان الإسكندري وتوما الأكويني، أصولًا من أصول الدين المسيحي وعقائد مقدسة لا يصح أن يتطرق إليها الشك". وكانت الفلسفة المسيحية هذه تشتمل على معلومات تفصيلية عن الكون تقول: "إن الله خلق العالم ابتداءً من سنة (٤٠٠٤ ق. م) وتوج ذلك بخلق الإنسان في جنة عدن على مسيرة يومين من البصرة بالضبط، والعجيب أنها ظلت مصرة على هذا الرأي حتى مطلع القرن التاسع عشر، فقد طبع كتاب الأسقف " آشر" الذي يحمل هذه النظرية سنة (١٧٧٩م) " (٢).

(١) انظر: استمداد المسيحية من الفلسفة من كتاب المشكلة الأخلاقية والفلاسفة: (ص:١٠١) فما بعد. (٢) انظر: معالم تاريخ الإنسانية: (ج:١) (ص:١٦).

1 / 148