172

أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

Yayıncı

مطبعة المدني بالقاهرة

Yayın Yeri

دار المدني بجدة

Türler

كذلك، كان للضرب الأول من الرَوعة والحُسن، لصاحبه من الفضل في قوة الذِّهن، ما لم يكن ذلك في الثاني، وقَوِيَ الحكُمُ بحسب قُوة العلة، وكَثُر الوصف الذي هو الغرابة، بحسب الجالب له، وفي هذا التقرير ما تعلم به الطريق إلى التشبيه من أين تَفَاوَتَ في كونه غَريبًا؟ وَلِمَ تَفَاضَلَ في مجيئه عجيبًا؟ وبأي سبب وجدتَ عند شيء منه من الهِزَّة ما لم تجده عند غيره علمًا يُخرجك عن نقيصة التَّقليد، ويرفعك عن طبقة المقتصر على الإشارة، دون البيان والإفصاح بالعبارة. واعلم أن العبرة الثانية التي هي مرور الشيء على العيون، هو معنى واحد لا يتكثَّر، ولكنه يقوى ويضعف كما مضى، وأما العبرة الأولى، وهي لتفصيل فإنها في حكم الشيء يتكثر وينضمُّ فيه الشيء إلى الشيء، ألا ترى أن أحد التفصيلين يفضُل الآخر بأن تكون قد نظرتَ في أحدهما إلى ثلاثة أشياء، أو ثلاث جهات، وفي الآخر إلى شيئين أو جهتين والمثال في ذلك قول بَشَّار: كأنّ مُثَارَ النَّفْع فوق رؤوسِنَا ... وأسيافَنا لَيلٌ تَهَاوَى كواكبُهْ مع قول المتنبي: يزورُ الأعادي في سَماءِ عَجاجةٍ ... أسِنَّتُه في جانِبَيْهَا الكواكبُ أو قول كُلثوم بن عمرو:

1 / 174