156

أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

Yayıncı

مطبعة المدني بالقاهرة

Yayın Yeri

دار المدني بجدة

Türler

عنك أن تذكر انعقاق البرق، وإن كان هذا أقلَّ ظهورًا من الأوّل، وعلى هذا القياس، ولكنَّك تعلمُ أن خاطرَك لا يُسْرعُ إلى تشبيه الشَّمس بالمرآة في كفّ الأشلّ، كقوله " والشَّمس كالمرآة في كفّ الأشلْ "؛ هذا الإسراعَ ولا قريبًا منه، ولا إلى تشبيه البرق بإصْبع السّارق، كقول كشاجِم: أَرِقْتَ أم نِمْت لضَوءِ بارقِ ... مُؤْتِلقًَا مِثلَ الفُؤَادِ الخَافقِ كَأنَّه إصْبعُ كف السَّارقِ وكقول ابن بابك: ونَضْنَضَ في حِضْنَي سَمَائِكَ بارقٌ ... له جِذْوةٌ من زِبْرج اللاَّذِ لامِعَهْ تَعوَّجُ في أعلى السحابِ كأنَّها ... بَنَانُ يدٍ من كِلَّة اللاَّذِ ضَارِعَهْ ولا إلى تشبيه البرق في انبساطه وانقباضه والتماعه وائتلافه، بانفتاح المُصْحف وانطباقه، فيما مضى من قول ابن المعتز: وكأنَّ البرقَ مُصحَف قارٍ ... فانطباقًا مرَّةً وانفتاحَا

1 / 158