96

Sayyid Rais

السيد الرئيس

Türler

فردت «أدلايدا» بين ضحكة وأخرى: أجل يا سيدة «تشون»، أجل إني أسمعك.

ثم واصلت لعبها مع رفيقتها التي كانت قد أمسكتها من شعرها.

وجلست تشكيلة النساء اللائي تعرضهن دار «النشوة اللذيذة» هنا وهناك على الأرائك القديمة صامتات. كان هناك من كل نوع: سمينات، نحيفات، متقدمات في السن، شابات، طويلات، قصيرات، مراهقات، وديعات، نفورات، شقراوات، حمراوات الشعر، سوداوات الشعر، صغيرات العين، واسعات العين، بيضاوات، سمراوات، خلاسيات. ورغم أن كل واحدة كانت تختلف عن الأخرى، فقد يبدون جميعا متشابهات، فقد كانت رائحتهن واحدة، تفوح منهن رائحة الرجل، كلهن الرائحة اللاذعة للمحار العتيق . وكانت أثداؤهن تترجرج هنا وهناك داخل قمصانهن القطنية الصغيرة الرخيصة، كأنها تكاد تكون سائلة. وحين يجلسن في استرخاء منفرجات الفخذ، فإنهن يبن عن سيقان نحيلة كمواسير تصريف المياه، وأربطة جوارب زاهية اللون، وسراويل إما حمراء مطرزة بشريط أبيض، أو وردية خفيفة مطرزة بشريط أسود.

كان انتظار الزبائن يملؤهن بالقلق. كن ينتظرن كالمهاجرين، وفي عيونهن تعبير حيواني، يجلسن في مجموعات أمام المرايا. ويعمد بعضهن دفعا للضجر، إلى النوم، والبعض إلى التدخين، بينما يأكل البعض حبات النعناع، ويحصي البعض بقع بقايا الذباب على الورق الأزرق والأبيض الذي يزين السقف. كانت المتعاديات منهن يتشاجرن، بينما الصديقات يلاطفن بعضهن بعضا في وهن وقلة حياء.

وكن لهن جميعا تقريبا ألقاب غير أسمائهن؛ فالفتاة ذات العينين الواسعتين تدعى الغزالة، فإذا كانت قصيرة فهي الغزالة القصيرة، وإذا كانت متقدمة في السن ممتلئة فهي الغزالة الكبيرة. أما الفتاة ذات الأنف المرتفع إلى أعلى فهي الرومانية، والسمراء هي الأسمرانية، والخلاسية: الداكنة، والفتاة ذات العيون المائلة: الصينية، والشقراء: قطعة السكر، والفتاة التي تتكلم بصعوبة: المتهتهة.

وإلى جانب هذه الألقاب العامة، كانت هناك أيضا ألقاب الناقهة، والخنزيرة، وذات القدم المفلطحة، وذات اللسان الذي يقطر عسلا، والقردة، والدودة الشريطية، والحمامة، والقنبلة، والجبانة، والطرشاء.

وكان بضعة رجال يفدون في الساعات الأولى من الليل ليتسلوا بعض الوقت بأحاديث العشق مع أي من الفتيات غير المنشغلات وتقبيلهن ومداعبتهن مداعبات ثقيلة. كانوا دائما متحذلقين مفلسين. وكانت السيدة «تشون» تتوق إلى طردهم؛ لأنهم قد اقترفوا في نظرها جريمة، هي أنهم فقراء، ولكنها كانت تتحملهم إكراما «للملكات». يا للملكات المسكينات! إنهن قد علقن بهؤلاء الرجال - الذين يستغلونهن مقابل الحماية ويخدعونهن باسم الحب. انطلاقا من توقهن للحب والإحساس بوجود رجل يتملكنه.

وكان بعض الصبية يحضرون أيضا في مطالع الليل. كانوا يأتون يرتعدون، لا يكادون يقدرون على الكلام، يتحركون في وجل كالفراشات زائغة البصر، ولا يستردون أنفاسهم إلا بعد أن يخرجوا إلى الطريق. صيد سهل. طائعون لا يخادعون؛ «مساء الخير»، «لا تنسيني». وبدلا من الإثم والاستئساد اللذين يدخلون بهما إلى الماخور، يخرجون بمذاق كريه في أفواههم، وذلك الخور اللذيذ الناتج عن الضحك مع امرأة والتقلب في أحضانها. آه، ما أحلى الابتعاد عن هذا المنزل العفن! ويستنشقون الهواء كما لو كان عشبا ناضرا زاهرا، ويحدقون في النجوم كأنما هي تعكس قوتهم وفتوتهم.

وبعد ذلك يتقاطر على المنزل الزبائن الجادون: رجل أعمال محترم، متحمس مستدير البطن وقدر هائل من اللحم يحيط بتجويف صدره؛ ثم موظف في أحد المحلات يضم الفتيات إليه كما لو كان يقيس القماش بالمتر، بعكس الطبيب الذي يبدو كما لو كان يفحص صدورهن بالسماعة، وصحافي يترك دائما شيئا وراءه كرهن حتى ولو كان قبعته. ومحام يشبه القط وزهرة الجيرانيوم في آن واحد بمظهره ووداعته المبتذلة غير المريحة. وريفي ذو أسنان بيضاء كالحليب. وموظف حكومي محني الكتفين غير جذاب للنساء، وتاجر بدين، وصانع يعبق برائحة جلد الماشية. والثري الذي يتلمس بين حين وآخر محفظته وساعته وخواتمه. وكيميائي يفوق الحلاق تحفظا وإن كان يقل عن طبيب الأسنان أدبا.

ومع انتصاف الليل تكون الحجرة في حالة هياج وفوران. فالرجال والنساء يستخدمون ألسنتهم لإذكاء عواطف الآخرين. قبلات. تلاق شهواني للأجساد والرضاب، بالتناوب مع العض، استئمان مع ضربات، ابتسامات مع قهقهات مفاجئة فجة، فرقعة فلينة زجاجات الشمبانيا مع فرقعة الرصاص حين يكون حاضرا شجاع مخمور.

Bilinmeyen sayfa