109

Sayyid Rais

السيد الرئيس

Türler

ونسج سلام الريف خيوطه في أحلام الجنرال النائم. امتنان حقول الذرة، ورقة المراعي بأزاهيرها الصغيرة البسيطة. وسرعان ما انطوى الصباح، بعدما اشتمل على خشية طيور الحجل ترشقها طلقات الصيادين؛ والخوف المدلهم الذي تثيره مراسم دفن والقس يرش المياه المقدسة؛ وهياج ثور فتى نشيط. وفي أبراج الحمام في فناء الأخوات العوانس وقعت أحداث هامة: موت حبيب، وخطبة، وثلاثون زيجة تحت أشعة الشمس. أي لا شيء على الإطلاق!

لا شيء على الإطلاق! هكذا قالت الحمائم وهي تطل من نوافذ بيوتها الصغيرة. لا شيء على الإطلاق.

وفي الساعة الثانية عشرة، أيقظوا الجنرال لتناول طعام الغداء. أرز متبل. مرق اللحم. يخنة. دجاج. بازلاء. موز. قهوة. - «السلام لك يا مريم!»

وأطبق صوت المندوب السياسي عليهم وهم يتناولون الغداء. وشحبت وجوه العوانس ولم يعرفن كيف يتصرفن. وتوارى الجنرال وراء أحد الأبواب. - لا تنزعجن يا عزيزاتي، فأنا لست الشيطان ذا الأحد عشر ألف قرن! يا إلهي، كيف تخفن مني هكذا، خاصة بعد أن تصرفت معكن تصرفا رحيما؟!

كانت المسكينات قد فقدن القدرة على الكلام. - ثم، ألن تطلبن مني الدخول والجلوس، حتى ولو كان ذلك على الأرض؟

وأحضرت الصغرى مقعدا لأهم موظف في القرية. - شكرا جزيلا. ولكن، من كان يتناول الطعام معكن؟ إني أرى طبقا رابعا.

وحملقن جميعا ناحية طبق الجنرال.

فتلعثمت الأخت الكبرى قائلة وهي تلوي أصابعها من فرط اليأس. إنه، كما تعرف ...

وأنقذتها الوسطى قائلة: من الصعب شرح الأمر، ولكن برغم وفاة والدتنا فإننا نهيئ لها مكانا معنا دائما، حتى لا نشعر بالوحدة. - أوه، يبدو أنكن تتحولن إلى مجال الروحانيات. - ألا تتناول شيئا أيها المندوب؟ - شكرا لك، ولكني تناولت طعامي بالفعل. لقد جهزت لي زوجتي الغداء، ثم لم أستطع أن أغفي إغفاءة الظهر لأنني تلقيت برقية من وزير الداخلية يخطرني فيها أن أتخذ الإجراءات ضدكن إذا لم تدفعن للطبيب أجره. - ولكن يا سيادة المندوب، هذا ليس عدلا، أنت تعرف أنه ليس ... - قد يكون ذلك صحيحا، ولكن صوت القانون هو كل شيء.

فهتفت الأخوات الثلاث والدموع في مآقيهن: «طبعا!» - إنني جد آسف أن آتي وأسبب لكن هذا الإزعاج، ولكن هكذا هي الأمور كما تعرفن، تسعة آلاف بيزو، أو المنزل، أو ...

Bilinmeyen sayfa