على أن هذه الاجابة تختلف عن الإجابة الرابعة التي تقول بأن مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في شهر رجب ، وكان نزول القرآن الكريم بعد انقضاء الدعوة السرية التي استغرقت ثلاثة أعوام.
الانبياء والبشارة برسول الله :
وينبغي استكمالا لهذا الفصل من التاريخ النبوي ان نلفت نظر القارئ الكريم إلى ان الرسالة المحمدية المباركة ، مما بشر به جميع الانبياء المتقدمين زمنيا على خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ولقد اشار القرآن الكريم إلى ذلك إذ قال الله تعالى : « وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين » (1).
وهذه الآية وإن كانت تكشف عن أصل عام وكلي وهو : وجوب تصديق إتباع النبي السابق للنبي اللاحق ، إلا أن المصداق الأتم لها هو رسول الإسلام الكريم.
فيظهر من هذه الآية أن الله تعالى أخذ الميثاق المؤكد من جميع الانبياء أو من أصحاب الشرائع منهم أن يؤمنوا برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ويدعوا أتباعهم إلى تصديقه واتباعه ونصرته.
روى الفخر الرازي عن اميرالمؤمنين علي عليه السلام :
« إن الله تعالى ما بعث آدم عليه السلام ومؤمن بعده من الانبياء عليهم الصلاة والسلام إلا أخذ عليهم العهد لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه » (2).
ومما يؤيد هذا ان القرآن دعا اهل الكتاب إلى بيان ما قرأوه ووجدوه في
Sayfa 348