Muayyed Kralının Hayatı Üzerine Alim Kılıç
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
Türler
ومنها أن يجتهد أن ترضى عنه جميع رعيته بموافقه الشرع ، وينبغى ألا يغتر بكل من وصل إليه وأثنى عليه ، وألا يعتقد أن جميع الرعية مثله راضون عنه ، فإن الذى يثنى عليه إنما يفعل ذلك من خوفه منه أو من طمعه ، بل ينبغى أن يرتب ناسا يعتمد عليهم يسالون عن حالاته من الرعية ويتجسسون ليعلم عيبه من ألسنة الرعية ومنها ألا يطلب رضاء أحد من الناس بمخالفته الشرع ، فإنه من سخط بخلاف الشرع لأيضره سخطه ، وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول : إننى أضبح كل يوم ونصف الخلق على ساخط ، ولأبد لكل من يؤخذ منه اأحق أن يسخط .
ومنها أنه ينبغى للملك أن ينظر فى أمور رعيته ، ويقف على قليلها وكثيرها ، وجليلها وحقيرها ، ولا يشارك رعيته في الأشياء المذمومة ، ويجب عليه احترام الصاحين ، والمسارعة في نصيحة العارفين ، وأن يثيب على الفعل الجميل ويعاقب المفسد على ارتكاب الفساد ، ولا يحابي من أصر على المعصية من العباد ؛ ليرغب الناس فىي الخيرات ويتجنبوا من
السيئات ، ومتى كان الملك بلا سياسة ولم ينه المفسد عن الفساد ، وتركة على المراد ، أفسد سائر الأمور فى البلاد قالت الحكماء : طباع الرعية نتيجة طباع الملك لأن للعامة يقتدون بملوكهم ، ويتعلمون منهم ، ويلزمون طباعهم قالت الحكماء : الملك كالسوق . وكل أحد يجلب إلى السوق ما يعلم أنه نافق ، وإن الناس بملوكهم أشبه منهم بزمانهم ، والله تعالى لأيخفى عليه شىء من أقعال عبيده ، وإنه ينصف المظلوم فى الدنيا ولكن نحن غافلون وحكى أن موسى - عليه الصلاة والسلام - كان يناجى ربه على الطور فقال : إلهى أرفى من بعض عذلك ، فقال : يا موسى لاتصير على ذلك . فقال : إلهى أصبر بمشيئتك فقال : أمض إلى العين الفلانية ، واقعد بإزائها مختفيا ، وانظر إلى قدرتى وعلمى بالغيوب ، فمضى موسى وصعد إلى تل بإزاء تلك العين وقعد مخفيا ، فوصل إلى العين فارس فنزل عن فرسه ، وتوضا من العين ، وشرب ، وحل من وسطه هميانا فيه ألف دينار فوصعه إلى جانبه وصلى ، ثم ركب ونسى الكيس في موضعه ، فجاء بعده صبني صغير فشرب من الماء ، وأخذ الهميان ، ومضى فجاء بعده شيخ أعمى فشرب وتوضا ووقف يصلى وذكر الفارس المهيان
فرجع إلى العين فوجد الشيخ الأعمى فلزمه وقال : إننى نسيت هميانا فيه ألف دينار فى هذا الموضع في هذه الساعة ، وما جاء إلى هذا المكان أحد سواك ، فقال : أنا رجل أعمى كيف أبصرت هميانك ؟ فغضب القارس من قوله ، وجدت سيفه فضرب به الأعمى فقتله ، وفتشه عن الهميان فلم يجده ، فتركه ومضى ، فقال موسى عند ذلك ، إلهى وسيدى . قد نفذ صبرى ، وأنت عادل ، فعرقتى كيف هذه الأحوال ، فهبط جبريل عليه السلام ، فقال : يأموسى . البارى جلت قدرته يقول لك : أنا عالم الأسرار ، أعلم مالا تعلى أما هذا الصبى الصغير الذى أخذ الهميان فأخذ حقه وملكه ، وكان أبو هذا الصبى أجيرا لذلك الفارس ، واجتمع له عليه بقدر مافى الهميان ، فالأن وصل الصنى إلى حقه ، وأما ذلك الشيخ فإنه قبل أن يعمى قتل أبا ذلك الفارس ، فقد اقتض منه ، ووصل كل ذى حق إلى حقه ، وعدلنا واأنصافنا دقيق كما ترى فلما سمع موسى ذلك تخير واستغفر ومنها أنه يجب عليه أن يسال عن أحوال نوابه وعماله كل ساعة ، فإذا تحقق عنده أن أحدا على غير طريق عزله وأبدله بغيره ممن هو أهل للولاية ، ويوصى عند توليته بالنصح للمسلمين . وكان عمر رضى الله عنه إذا أنفذ عمالا إلى بلد قال لهم : اشتروا ذوايكم وأسلحتكم من أرزاقكم ،
ولا تمدوا أيديكم إلى بيت مال المسلمين ، ولا تغلقوا أبوابكم دون أرباب الحوائج ومنها أنه يجب على الملك أن يكون صاحب سياسة ، لأن الملك الذى لا سياسة له ليس له فى أعين الناس خطر ولا محل ، بل يكون الحلق عليه ساخطين ، يذكرونه في كل وقت بالقبيح ، ويدعون عليه في الخلوات ، وفى أثناء الليالى ، فلا يدوم ملكه ومنها : ينبغى للملك أن يجعل وزيره الرأى ، ونديمه التدير فى الأمور والإكثار من قراءة الأخبار ، وحفظ سير الملوك ، والفحص عن الأحوال ، وترك الغفلة والإهمال ، والنظر إلى الأعمال التى اعتمدها الملوك وعملوا بما ، لأن هذه الدنيا بقية دول المتقدمين الدين ملكوها ، ثم مضوا وانقرضوا ، وصاروا تذكارا للناس ، : يذكر كل إنسان منهم بفعله قال أرسطاطاليس : للدنيا كنز وللأخرة كنز ، فكنز هذه الدنيا حسن الثناء ، وطيب الذكر ، وكنز الأخرة العمل الصالح ، واكتساب الأجر وسأل الإسكندر أرسطاطاليس : أيما أفضل للملوك ، الشجاعة أم العدل قال الحكيم إذا عدل السلطان لم يحتج إلى الشجاعة وكان الإسكندر فى بعض الأيام راكبا في موكب فقال له
رجل من خواصه : إن الله سبحانه وتعالى قد أعطاك ملكا عظيما فاستكثر من النساء لتكثر أولادك فتذكر ب م بعدموتك ، فقال له الإسكندر : ليس ذكر الرجال بعد موتهم بكثرة الأولاد لكن بحسن السيرة والعدل فى الرعية ورجل غلب رجال الدنيا وملوكها لايجوز له أن تغلبه النساء ومنها : ينبغى للملك أن يقسم النهار أربعة أقسام ، قسم لعبادة الله وطاعته وقسم للنظر فى أمور السلطنة ، وإنصاف المظلومين ، والجلوس مع العلماء والعقلاء ، وأربات الأراء لتدبير أمور المملكة ، وأخذ رأهم في السياسة ، وإقامة الهيبة ، وانتظام أمور الجمهور ، وعمارة الثغور ، وكتابة الكتب ، وإنفاذ الرسل وتركيب الحجة على الخليقة ليسلكوا أحسن الطريقة ، وقسم للاكل والشرب والنوم ، وأخذ الحظوظ من الفرح والسرور وقسم للصيد ولعب الكرة والصولجان وما أشبه ذالك ، ولا ينبغى أن يواظب عليها ولا على لعب الشطرنج والنرد ونحوهما ، فإن المواظبة على هذه الأشياء تشغله عن النظر فى أمور الولاية ، فيتطرق عليه الخلل في أمور المملكة ومنها : يجب عليه أن يجتنب مجالس الملاهي والمغاني والمسكرات وسائر المنكرات ، خصوصا إذا واظب عليها فإن ذلك يشغله عن السياسة والعدل ، والنظر فى مصالح الرعية فيتطرق عليه الفساد ، ويقل مال الخزانة ، ويثول أمره إلى الضعف . وقال أرسطو طاليس : أربعة أشياء على الملوك من جملة الفرائض ،
إبعاد الأشرار عن مملكتهم ، وعمارة المملكة بتقريب العقلاء ، وحفظ أراء المشايخ وأولى الحكمة والتجربة ، والزيادة في أمر المملكة بالإقلال من الأعمال الدنية ويقال لما تولى الأمر عمر بن عبد العزيز كتب إلى الحسن البصرى . أن أعنى بأصحابك ، ف كتب إليه : أما طلب الدنيا فلا ننصح لك ، وأما طلب الأخرة فلا نرغب فيك ، وتحت هذه معان كثيرة ، وما يعقلها إلا أولو الألباب .
الباب الثامن في من يوليه على خواص نفسه وعلى الرعية
إعلم أن مما يتعين على الملك إذا أراد أن يول جماعة على خواص نفسه أن يختار من حاشيته أمناء الناس وأتقياءهم وخيارهم خصوصا على من يوليه على مآكله ومشاربه ، ولايتهاون فى ذلك ، فإن كثيرا من الملوك يأنى عليهم أمور ومفاسد من جهة هؤلاء ، ولذلك ينبغى ألا يوبى عملا من أعماله من ليس أهلا لذلك ، كيلا يقع الفساد فى المملكة . ألا ترى كيف حكى الله تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام « اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم ، يعى أمين كاتب حاسب وسأل بعضهم بهرام جور : إلى كم يحتاح السلطان حتى يكون واثقا بدوام دولته ، ويرضى عنه أهل مملكته ؟ فقال : يحتاج إلى ستة أشياء : أحدها الوزيز الصالح الأمين المشفق الثاني الفرس الجواد ليوصله يوم الحاجة إلى النجاة ، والثالث السيف القاطع ، والسلاح المحكم ، والرابع المال الجزيل خصوصا ما خف حمله وكثر زمده ، كالجوهر واللؤلؤ والياقوت وغير ذلك ، والخامس الزوجة الحسناء لتكون مؤنسة لقلبه ، السادس الطباخ الخبير الذى يكون له خبرة بأنواع الأطعمة وإيصاف الأدوية وقال أردشير : يجب على الملك أن يطلب أربعة أشياء : الوزيز الصالح الأمين العاقل ، والكاتب العالم الورع ، والحاجب
الشفوق ، والنديم الناصح ، لأنه إذا كان الوزير أمينا صالحا دل على بقاء الملك وسلامته من الآفات ، وإذا كان الكائب عالما دل على عقل الملك ورزانته ، وإذا كان الحاجب شفوقا دل على أن أهل المملكة لم يغضبوا على الملك ، وإذا كان النديم صالحا دل على انتظام أهل المملكة وصلاحهم قال أهل التجارب : يجب أن يكون الوزير عالما عاقلا ناصحا شيخا لأن الشاب وإن كان عاقلا لا يكون فى التجربة كالشيح ، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم : البركة مع أكابرهم ، فإذا كان الوزير شيحا فهو زين السلطنة ، وبه تتأكد الأمور وينجح المطلوب .
Bilinmeyen sayfa