Muayyed Kralının Hayatı Üzerine Alim Kılıç
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
Türler
عليها واستعد للقتال ، فبعذ أمر طويل أوقع الله بينهم الصلح ، ونزلوا إلى الناصر فخلع عليهم خلعا سنية ، فولى مؤلانا المؤيد نيابة حلب عوضا عن قرقماس ابن أخى ذمرداش ، وولى قرقماس نيابة صفد عوضا عن سودون بن عبد الرحمن ، وولى نوروز نيابة طرابلس عوضا عن جانم ، وكذلك خلع على الأمير تغرى بردي أتابك العساكر بالديار المصرية ، وتولى نيابة دمشق ثم ذهب كل منهم إلى مخل ولايته ، رعاد السلطان الناصر فرج إلى القاهرة ، واستمر مولانا المؤيد حاكما بمدينة حلب إلى سنة خمس عشرة وتمانمائة ، ففي هدم السنة كانت الوقعة التي كانت سببا لقتل الناصر وذلك أن الناصر خرج يوم الاثنين الثامن من ذي الحجة من سنة أربع عشرة وثمانمائة ، وما وصل إلى مدينة غزة بلغه أن جاليش عساكره هربوا وعضوا عليه ، وهم بكتمرشلق أتابك وزوج بنت الناصر ، وطوغان الحسني الذوادار الكبير .
وشاهين الأقرم أمير سلاح ، فظهرت هناك مخايل الكسر والخذلان من شؤم الظلم والطغيان ، فلما دخل ذمشق بلغه أن مولانا المؤيد ونوروز ومن أنضم إليهما نازلين على حمص، فخرج
مسرعا ، ولما بلغ مدينة قار بلغه أنهم صوبوا نحو بعلبك ، فصوب هو أيضا نحوها ، ولما وصل إلى بعلبك بلغه أنم نزلوا على بقع ، ولما بلغ إلى بقع وجدهم قد ذهبوا إلى خان لجون، فأسرع فى المشي إلى أن أدركهم أخر النهار - فهو ومن معه وخيولهم في نصب شديد - واشتبك القتال بينهم من العصر إلى بعد العشاء الأخرة ، وكان فى يوم الثلاثاء الرابع عشر من المحرم سنة خمس عشرة وثمانمائة ، فانجلى الحرب عن انكسار الناصر وهروبه إلى ذمشق ، وتفرق [ عسكره ] شغر بغر ، واستولوا على تقلهم وحوائجهم ثم إن المؤيد نصره الله ومن معه ذهبوا إلى ذمشق ، وأحدقوا بها محاصرين ، فلما استقرت الحال على هذا اثبتوا مخاضر بكفر الناصر ، وصدور أمور منه تقتضى انخلاعه من السلطنة ثم قلدوا المستعين بالله بن المتوكل على الله ، قلدوه وبايعوه ، فعند ذلك انحمذ أمر الناصر وتفرق أكثر من معه .
وجاء مذا الخبر كزل الأجرود العجمى . أخر الأمر بعد حروب شديدة ، وأمور كثيرة نزل الناصر من قلعة دمشق مستامنا مولانا المؤيد ، ووقع في قبضتهم ، وجاء الخبر إلى القاهرة بذاك مع خسرو الخاصكى فى الثاني والعشرين من صفر ، ثم فى يوم الاثنين الثاني من ربيع الأول جاء قرابغا البريدى ، وأخبر يقتل السلطان الناصر ، وكان قتله ليلة السبت السابع عشر من صفر ثم فقع الاتفاق بين مولانا السلطان المؤيد أن يكون نوروز حاكما بالديار الشامية ، وأن يكون مولانا المؤيد حاكما بالديار المصرية ، ثم توجه مولانا المؤيد إلى الذيار المصرية ، فدخلها يوم الثلاثاء الثاني من ربيع الأخر من سنة خمس عشرة وثمانمائة
الفصل السابع في استحقاقه من حيث الباعث عنده إلى نشر العدل والحلم والعفو والصفح إعلم أن هذه الصفات لابذ للملك أن يتصف با ، لأن نظام العالم وانتظام أحوال المسلمين ذه الأشياء ، وذلك كما قيل لا ملك إلا بالجند ، ولا جند إلا بالمال ، ولا مال إلا بالرعية ، ولا رعية إلا بالعدل . فعلمنا أن رأس الأمور هو العدل ، وبه ينتصر الملك ، وينخذل عدوه ، وتعمر بلاده ، ويكون الملك به منصورا في الدنيا ، محظوطا فى العقبى ، وقد روينا عن البخارى يروى بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال . سبعه يظلهم الله يوم القيامة يوم لأظل إلا ظله ، إمام عادل ، وشاب نشا فى عبادة الله ، ورجل يكون قلبه معلقا بالمساجد ، ورجلان تحاببا في الله أجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناة ، ورجل دعته أمراة ذات منصب وجمال فقال : إنى أخاف الله ، ورجل تصدق بيمينه وأخفاها عن شماله. وقد قال بعض الحكماء ، إن الدين بالملك ، والملك بالجند ، والجند بالمال ، والمال بعمارة البلاد ، وعمارة البلاد بالعدل فى العباد] ، لأن الرعية لاتثبت على
الجور ، والبلاد تخرب إذا استولى عليها الظالمون ، ويتفرق أهل الويلات ، ويقع النقص فى الملك ، ويقل الدخل فى البلاد ، وتخلو الخزائن من الأموال ، ويتكدر عيش الرعايا لأنهم لايحبون جائرا ، ولا يزال دعاؤهم عليه متواترا ، فلا يتمتع الملك بمملكته ، وتسرع إليه دواعى هلكته . قال سقراط الحكيم : العالم مركب من العدل ، فإذا جاء الجور فلا يثبت ، ولا يستقر ، وتحدث الحوادث الرديئة ، التى لأيكون معها صلاح ولا نجاح . وستل بزرجمهر : بأى اشىء يظهر عز الملك فقال . بثلائة أشياء : حفظ الأطراف مع دفع العدو عن الجور ، وإكرام العلماء وإعزازهم ، ومحبة أهل الفضل ، لأنه كلما جار السلطان خاف أهل الأطراف ، وإن كانت نعمهم كثيرة غزيرة فإنا مع الخوف لاتنساع ولا تصفو فإذا كانت النعم قليلة أنسات مع الأمن ومولانا السلطان المؤيد فإنه حين ولى أثاز العدل للعباد والبلاد ، وأمنت الناش في أوطانهم على أنفسهم وأولادهم ، وكانوا قبله فى ولاية الناصر [ فرج ] فى وجل عظيم ، ومصادرة وغرامات ، وما كان أحد منهم يستجرىء يلبش ثوبا حسنا خوفا على نفسه من المصادرة ، حتى إمهم صودروا مرارا عديدة ، وأخذت أموالهم ، وفتحت خواصلهم وهم غيب ،
فزاد الظلم فيهم حتى أخذت أموال الأيتام والتجار والغرباء وحصل عليهم مالا يوصف ولايحد ، ولم يزالوا كذلك حتى من الله عليهم بفضله ولطفه ، وأرسل إليهم ملكا اصطفاه واختاره لرفع هذه المظالم ، وإزاحة هذه المفاسد ، ولقب مؤيدا لتأبيد دينه ونصرة شريعته وأما جلمه فإنه أجل من أن يحد ويوصف ، وقد ظهرت آثاره بين الخلق حيث عقا عن جم عفير من الناس قد لعبوا بألسنتهم وبلغه ذلك فحلم بهم ورقق ، عملا بقوله عليه الصلاة والسلام [ كل وال لا يرفق برعيته لا يرفق الله به يوم القيامة وكان من دعاء النتي صلى الله عليه وسلم : اللهم الطف بكل وال يلطف برعيته وأما عفوه عن أصحاب الجرائم وصفحه عن ذوى الجرائر فظاهر لأيخفى ، ولقد ثبت عندنا بأخبار الثقات وبمشاهدة منا وعيان : أنه قد صفح عن كثير ممن ظهرت منه جناية كبيرة ، حتى إن منهم من استحق لها القتل ، وأبلغ من ذلك أنه قد أعطى لبعضهم إقطاعات ، ولبعضهم ويلات من الإمرة والقضاء وغير ذلك ، ولقد هداة الله تعالى حتى دخل في زمرة من دخل في قوله تعالى والكظمين العيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ، ومما حكى أن هارون الرشيد قدم إليه طعام قذما فرع منه استدعى بماء ليغسل يديه فجاءت جارية
بطشت وإبريق فسكبت على يديه ، وكان الماء حارا فأحرق يديه ، فامتلا الرشيد غضبا ، وأراد إيقاء الفعل با ، ففطنت الجارية لذلك فقالت . يا أمير المؤمنين أما سيعت قوله تعالى والكاظمين الغيظ ؟ فقال : كظمت غيهى ، فقالت يا أمير المؤمنين ، وبعده [ والعافين عن الناس » ، قال : عفوت عنك، فقالت : بعده يأ أمير المؤمنين » والله يحب المحسنين، قال : فأنت حرة لوجه الله تعالى ، ولك ألف دينار وحكى أن أبا جعفر المنصور أمر بقتل رجل ، والمبارك بن المفضل حاضر فقال : يا أمير المؤمنين اسمع منى خبرا من قبل أن تقتله : روى الحسن البصرى عن الني - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إذا كان يوم القيامة واجتمع الناس في صعيد وأحد نادى مناد ، من كان له عند الله حق أو يد فليقم ، فلا يقوم يومتد إلا من عقا عن الناس فقال : أطلقوه فقد عفوت عنه .
الفصل الثامن في استحقاقه السلطنة من حيث الفضل والكرم والاحسان الى أهل العلم والغرباء وافتقاده المنقطعين اعلم أن الدين والملك توأمان فينبغى أن يكون الملك دينا يحب الدين ، لأنهما كالأخوين ، ولدا فى بطن واحد ، فيجب أن يهتم الملك بأمور الدين ، ويؤدى الفرائض فى أوقانا ، ويجتنب البدع والهوى والمنكر ، وذلك لا يحصل له إلا بمجالسة العلماء ، وبالحرص على استماع نصحهم ، وإعزازهم وإكرامهم والإحسان إليهم ، وهذه الصفات الحميدة موجودة فى مولانا السلطان المؤيد .
أما فضله وكرمه وإحسانه إلى أهل العلم والفضل فأظهر من الشمس . ومن جملة الدليل على ذلك : أنه من حين قدم الديار المصرية فى التاريخ الذى ذكرناه لم يزل يحسن إلى أهل العلم والفضل ، من ذهب وفضة وقماش وخيل وغير ذلك ، وفرق مرارا عديدة جملة مستكثرة من الذهب والفضة على أهل المدارس والخوانق وأصحاب الزوايا ، حتى لم يبق منهم أحدا إلا وقد شمله
Bilinmeyen sayfa