الشفاعة
قال المخالف : أما هؤلاء فقد ساووا بين المؤمن الموحد القائم بفرائض الله المجتنب لمحارم الله إلا أنه وقع في زلة وهفوة ولم يتب منها ساووا بينه وبين الكافر الملحد الذي لم يشهد لله بالربوبية ولا لنبيه بالرسالة ؛ فجعلوهما سواء في التخليد في النار .
قلت : ما هذه الهفوة والزلة ؟ إنها عندهم الزنى واللواط وشرب المسكرات وأخذ أموال الناس ظلما والقتل وغيرها من كبائر الذنوب التي مات فاعلها ولم يتب منها ! والله يقول (( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه )) [ الأنعام : 28 ].
ثم إننا لم نساو بينهما في مقدار العذاب وشدته لأن النار دركات ، كما لم نساو بين فرعون المدعي للربوبية والمجرم السفاك للدماء وكشارون وإسحاق رابين ونتنياهو وغيرهم من المتجبرين وبين الكافرين الذين لم يعملوا كما عمل هؤلاء وإن كانوا جميعا مستحقين للخلود .
والذي ساوى بين الزاني والقاتل والسكران واللوطي والملحد والوثني والمشرك في الخلود هو الله عز وجل كما في كثير من الآيات وكما في الأحاديث الكثيرة المتواترة ، وكيف يكون مجتنبا لمحارم الله مع قول المخالف : ( إنه وقع في زلة وهفوة ) التي هي الزنى وشرب المسكرات ونحوهما ؟!!
قال تعالى : (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ندخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين )) [ النساء : 14 ] ، هذه الآية واردة بعد آيات المواريث أي أن الخطاب هو للمسلمين والسياق يدلك على ذلك .
Sayfa 32