الفصل الرابع
أهو شتاء جديد؟!
ساي
في عطلة نهاية الأسبوع وصلت إلى بيتي وإلى بلدتي، الأجواء جميلة وممتعة، لكنني ما زلت أفتقد هيروكي. خرجت مع صديقاتي للتنزه وما إن عدت للمنزل وفتحت بريدي الإلكتروني حتى وجدت هذه الرسالة الغريبة من هيروكي:
عزيزتي ساي، لا تقلقي أنا لا أود أن أعيقك عن شيء، افعلي ما تشعرين أن قلبك يدلك عليه، لا تفكري بسعادة الآخرين قبل أن تفكري بسعادتك أنت أولا، لا تحملي قلبك فوق طاقته، ليس الأمر أني أتخلى عنك، فلست في حاجة لأعلمك بمدى حبي وتعلقي بك. لكن حين يتعلق الأمر بسعادتك، فأنا أريد أن أراك سعيدة مهما كلف ذلك. لا تفكري في مطلقا، لن ألومك على شيء، أتمنى لك كل السعادة وسوف أحبك للأبد.
هيروكي
في بادئ الأمر لم أفهم رسالته حقا، عاودت قراءتها عدة مرات إلى أن استطعت أن أستنتج أن هيروكي على علم بأني قابلت هاك. لا أعلم ماذا يقصد الآن؟ لكني لا أريد أن أسمع هذه الكلمات مجددا، «سعادتي، وأراك سعيدة!» لم هذه الأمنيات الغريبة؟ مهلا! لم كل هذا؟ أحقا يعني ما يقوله؟ هل هو معتكف في السويد وحيدا وبعيدا عني بسبب أفكار كهذه؟ لم أكن لأحل هذه المشكلة عبر الهاتف أو أي شيء آخر، علي أن أراه الآن وحالا، أنا لا أود أن أواجه كل مشكلة بالبكاء، علي أن أفكر بعقلانية وأسرع لحل هذه المشكلة، اتصلت بشركة طيران وقمت بحجز أول رحلة إلى السويد. حين وصلت بعد يوم إلى الفندق الذي يقيم فيه هيروكي بقيت واقفة أمام واجهة الفندق، تحت الثلوج، حاملة قلبي المرتعش، لا أعلم ماذا أنتظر، لكنني كنت أنتظر!
هيروكي
انتهى المؤتمر ، ولم أجرؤ بعد على مصارحة ساي وسؤالها عما يجري. اتصلت بي تسألني عن سبب تأخري، أخبرتها أنني سأفتتح دورة تدريبية جديدة لذا سأطيل مقامي هنا، وفعلا لم أكن لأكذب، فقد تطوعت للقيام بدورة تدريبية وبالتأكيد سيكون ذلك مرحبا به، لكني أعلم أنني فقط أود إضاعة وقتي هنا أكثر.
كل يوم أستجمع شجاعتي للاتصال والسؤال عن حقيقة الوضع، لكني ظللت أؤجل ذلك إلى أن اتصلت بي ساي لتخبرني أنها ستعود إلى منزلها في مدينتها لتقيم فيه لبضعة أيام، هنا انتابني القلق أكثر فأكثر، وشعرت بالخطر وأن علي أن أتشجع وأواجه هذه المشكلة. انتهت المكالمة وعلمت أنني لن أستطيع التحدث في ذلك الموضوع شفهيا؛ لذا قررت أن أرسل لها رسالة أسألها وأخبرها عما يجول في خاطري، قرأت الرسالة عشرات المرات قبل أن أرسلها، ثم أرسلتها، ثم لا شيء.
Bilinmeyen sayfa