مدام شيفاليه :
طبعا؛ ولم تجر العادة برفض زواج يحمل مائتي ألف فرنك، ولم أحدثك عن الميراث المنتظر.
لمبير :
أنا أفكر فيه وقد قدرته تقديرا مقاربا.
مدام شيفاليه :
إذن لنتفق.
وما تزال به حتى تكاد تقنعه، ولكنه متردد، وهو خجل، آسف للهزيمة بنوع خاص؛ فقد كان أقبل يبتغي الحب، فلم يجد إلا الزواج، وهو غير منشرح الصدر له، ولكنه غير منصرف النفس عنه، وإذا الفتاة قد أقبلت، تبدو من بعيد رشيقة حسنة الزينة، عليها مظاهر الجد، قد احتملت أحد الصبيين وأخذت بيد الآخر. فتنتهز صاحبة البيت هذه الفرصة وتبالغ في ترغيب الفتى حتى تستوثق منه أو تكاد. وقد دخلت الفتاة فتقدمها إلى الفتى وتأمرها أن تتحدث إليه حين تكتب هي إلى أمها وهي تجلس إلى المنضدة، وتكتب إلى صديقتها هذا الكتاب: «صديقتي العزيزة. سطرين ليس غير. لأنبئك بقدوم جنفياف وبقرب زواجها إذا استطعت أن تتمي ما بدأته مهارتي الغريبة. كان عندي شاب متردد في مستقبله، يضطرب بين سيرة العاشق وحياة الزوج، وهو خفيف الروح، (ثم تنقطع عن الكتابة لتنظر إلى الفتى وتقول لنفسها: ليس خلابا. وتكتب) لا بأس به، (ثم تنقطع عن الكتابة مرة أخرى وتقول لنفسها: ليست له بهجة. ثم تكتب)، فيه خصال كريمة ينميها الزواج، (ثم تنقطع عن الكتابة ثالثة قائلة لنفسها: هذا الذي كان يريد أن يصرفني عن الواجب. ثم تعود إلى الكتابة)، وسيكفل لامرأته سعادة تامة.»
ديسمبر سنة 1924
ميشيل بوبير
قصة تمثيلة للكاتب الفرنسي «هنري بيك»
Bilinmeyen sayfa