Derinliklerin Sesi: Felsefe ve Psikoloji Üzerine Okumalar ve Çalışmalar

Adil Mustafa d. 1450 AH
207

Derinliklerin Sesi: Felsefe ve Psikoloji Üzerine Okumalar ve Çalışmalar

صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس

Türler

هل يؤدي ذلك إلى النسبية؟

بالطبع لا، ما دام هناك نسق واحد، وواحد فقط، من صور الأحكام يتجلى في بنية الخبرة الإمبيريقية، وضرب قبلي واحد فقط من ضروب القياس المكاني والزماني يتجلى في أشكال الحدس. لق كان استبصار كانت قمينا أن يؤدي إلى القول بالنسبية الإبستيمية والأنطولوجية، أي القول بوجود أنساق تصورية لا حصر لها يؤدي كل منها، عند تطبيقه على فوضى الخبرة، إلى خلق عالم فريد تجيء معرفته انعكاسا لذلك النسق، لولا أن كانت أغلق هذا المجال بقوله بفرادة صور الأحكام.

وجدير بالذكر أن كثيرا من المفكرين بعد كانت قد أخذوا باستبصاره دون أن يشفعوه بفرادة المقولات والأحكام وثباتها وضرورتها وعموميتها (أي شمولها لجميع الكائنات المدركة). لقد وافقوا كانت في دعواه بأن تصورات المرء واعتقاداته المركزية تلعب دورا كبيرا في تشييد العالم كما يدركه ويعرفه، غير أنهم أردفوا أن من الممكن في ذلك استخدام أطر مختلفة من التصورات والاعتقادات. فالأحقاب التاريخية والثقافات المختلفة لديها أطر مختلفة من التصورات والاعتقادات والمعايير، الأمر الذي يؤدي بأعضائها إلى أن يشيدوا عوالمهم على أنحاء مختلفة. من هؤلاء المفكرين الذين وافقوا كانت في الشطر البنائي وخالفوه في شطر الثبات والضرورة؛ وليم جيمس، وهانز ريشنباخ، وإرنست كاسيرر، وكولنجوود، ورودولف كارنب . وإنه لمن المفارقات الساخرة أن كانت - رأس الموضوعية وبطل التنوير الذي لا يأتلف فكره بحال مع أي نزعة نسبية - قد أدخل فكرة صارت تلعب دورا محوريا في كثير من حجج النسبية، بما في ذلك «نسبية الواقع» وهي أشد صور النسبية غلوا وتطرفا. (5-3) الاستبصار السيمانتي/الدلالي (فتجنشتين)

يذهب فتجنشتين إلى أن معنى الألفاظ والإيماءات ... إلخ، غير الأشياء التي تدل عليها الألفاظ أو الإيماءات. إن للألفاظ والإيماءات معنى فحسب بقدر ما يكون لها استخدام مضبوط معياريا داخل ممارسة حياتية إنسانية بعينها. ومن غير الممكن تثبيت معاني الكلمات بواسطة الإحالة إلى قاعدة أو أساس يتمثل في مجموعة ثابتة من الأشياء، حتى لو كانت مثل هذه المجموعة من الأشياء موجودة. يطلق فتجنشتين على قواعد استخدام الألفاظ، أو الضوابط المعيارية التي يخضع لها استخدام الألفاظ - اسم «أجرومية» (نحو)

grammar . ولكي يتسنى لأعضاء مجتمع ما أن ينخرطوا في حديث مشترك فلا بد لهم من أن يتفقوا على الطريقة التي يستخدمون بها الألفاظ، أي لا بد لهم من أن يتفقوا على أجروميتهم الخاصة. غير أن الأجروميات هي بناءات بشرية وليست نظريات علمية عليا عن العالم. قد يبدو إذن أن البشر يختارون أجروميتهم كما يشاءون وأن الأجروميات «لها استقلالها الخاص»، فهل يقود ذلك إلى النسبية؟ كلا؛ لأن فتجنشتين قد أغلق السبيل دون ذلك في «أبحاث فلسفية».

في «أبحاث فلسفية» ذهب فتجنشتين إلى أنه ليس يكفي أن يتفق الناس في صور الحياة، أو في الأجرومية التي يستخدمونها، بل ينبغي أن يتفقوا أيضا في الأحكام، أي في وقائع حياتهم كما يرونها، فأيا من كنا، وأيا ما كان النسق الرمزي الذي اخترنا أن نستخدمه، فنحن عشيرة من البشر تحتال من أجل العيش في هذا العالم بهذا التكوين الفطري وهذه الجبلة الموروثة. والأجروميات لا يمكن أن يتم اختيارها كيفما اتفق. صحيح أنه ليس هناك أساس واحد يتعين أن تقوم عليه مجموعة واحدة لا غير من المعايير السيمانتية، إلا أن الممارسات الرمزية الممكنة على تنوعها محكومة بضوابط الطبيعة. إنها ليست مقيدة فحسب بحقيقة أن الاختيار السيئ لطريقة الحديث عن النظريات قد يفضي إلى الموت بالتسمم، بل مقيدة أيضا بضرورة وجود تعبيرات طبيعية معينة عما نشعر به على سبيل المثال، وضرورة وجود قدرات طبيعية معينة يمكن أن نفيد منها في وتيرة التدريب الأساسي التي تجعل اكتساب أي لغة على الإطلاق أمرا ممكنا.

اتخذ بعض الفلاسفة استبصار فتجنشتين (أي: أجروميات صور الحياة ليست شيئا ثابتا ترسخه خصائص العالم وحاله التي هو عليها) كنقطة انطلاق لحجة تفضي إلى نسبية جذربة للمعاني (نسبية سيمانتية)، وإن كان فتجنشتين نفسه لم يخلص إلى هذه النتيجة؛ ذلك أن كل ثقافة أو لغة أو صورة حياة لا بد أن تتأصل في الشروط المادية لوجودنا وتجسدنا في هذا العالم بالذات. ويستخدم فتجنشتين استعارة قاع النهر الذي يتحول ببطء لكي يعبر عن «مذهب الأسس»

foundationalism

المعتدل الذي أخذ به فيما يتعلق بصور الحياة القبلية التي تبزغ وتزدهر وتنحط داخل حدود صورة الحياة الإنسانية المشتركة. صحيح أن هناك تغيرات تجري ولكن المعنى لا يمكن أن يكون سريع التقلب بحيث يهدد ديمومة الثقافة في الحياة اليومية ويعرضها للخطر. (6) قيام الأنثروبولوجيا

شاهد إثبات أم شاهد نفي؟!

Bilinmeyen sayfa