Derinliklerin Sesi: Felsefe ve Psikoloji Üzerine Okumalar ve Çalışmalar
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Türler
قلنا إن النسبية الوصفية للإدراك هي دعوى إمبيريقية عن الكائنات البشرية، تفيد أن الإدراك الحسي ليس نقيا وليس بكرا وليس محايدا وإنما هو مشحون أو محمل مسبقا بالتصورات النظرية، مما يجعله نسبيا صميما يتفاوت من جماعة لأخرى ومن حقبة لأخرى، ومن الاستجابات المضادة لهذه الدعوى أن الإدراك البشري وإن يكن حقا محملا بالنظرية بعض الشيء إلا أنه ليس محملا بالنظرية إلى الحد المؤيس الذي يصوره النسبيون، فهناك حدود لهذا التحميل النظري، وهناك أدلة إمبيريقية على وجود عموميات إدراكية وافرة. وليس من المشروع الاستناد إلى نسبية وصفية هزيلة عن الإدراك الحسي لتدعيم نسبية معيارية عريضة؛ نسبية تدعي أن ليس هناك طريقة واحدة صحيحة مستقلة عن الإطار لإدراك الأشياء، وأن هناك طرقا عديدة كلها صحيحة بالنسبة للمنظومات المختلفة من المفاهيم والاعتقادات.
صحيح أن ليس هناك لغة معطيات حسية محضة محايدة، وأن هذه اللغة المحايدة هي محض وهم، غير أن معظم الدلائل تشير إلى أن العالم المألوف المكون من أشياء فيزيقية هو دائما محايد بما يكفي لأن يتيح لنا اختبار نظرياتنا العلمية وأن يتيح درجة مقبولة من التواصل عبر الفواصل الثقافية. مثل هذه الدعاوى التجريبية (القابلة للتعديل بالطبع كلما ظهرت أدلة جديدة) لا تتعلق إلا بالنسبية الوصفية للإدراك في حالة الكائنات البشرية، فليس ما يمنع أن تكون هناك مخلوقات ذكية أخرى، وبخاصة إذا كانت مزودة بآليات حسية مختلفة عن آلياتنا كل الاختلاف (مثل إدراك الموضع بالصدى،
107
أو الحساسية الدقيقة للمجالات المغناطيسية ... إلخ) تدرك العالم على أنحاء مختلفة عنا اختلافا بعيدا. (1) «البنيان المعرفي والعموميات المعرفية
Cognitive Architecture and Cognitive Universals »: إذا تبين أن الاستعداد لاستخدام مفاهيم مركزية معينة (الشيء الفيزيقي، الشخص، السببية ... إلخ) واعتناق اعتقادات مركزية معينة (بعض الأحداث له سبب، البشر لهم مقاصد ... إلخ) وتبني نماذج استدلالية معينة (الاستقراء بالتعداد ... إلخ) هو استعداد فطري، لكان ذلك شهادة ضد النسبية الوصفية للمفاهيم والاعتقادات وأساليب الاستدلال.
هل الرضيع البشري يأتي إلى الوجود مزودا بهذه الاستعدادات؟
هذه مسألة إمبيريقية لا يبت فيها غير البحث الإمبيريقي (التجريبي). غير أن هناك دلائل متنامية تشير إلى أنه كذلك، وإلى أن هناك على الأقل بعض العموميات الهامة اللغوية والمعرفية (الإدراكية) والثقافية.
تأتي هذه الدلائل من حقول عديدة:
من حقل اللغويات:
كشف تشومسكي عن وجود عموميات لغوية مفطورة
Bilinmeyen sayfa