Alevlenen Kılıçlar
الصوارم المهرقة
Araştırmacı
السيد جلال الدين المحدث
Yayın Yılı
1367 AH
ذلك ليس بما يظهر بل بالبواطن والنيات ولا نسلم أن المهاجرين الذين أطبقوا على خلافة أبي بكر كانوا ممن تكاملت لهم الشرائط حتى يلزم أن يكونوا متصفين بالصدق فيجب على الخصوم أن يثبتوا اجتماع هذه الصفات في كل من هاجر وأخرج من دياره وأمواله ولا يثبت ذلك إلا بدليل من خارج ووجوده أبعد من وجود العنقاء ونقول بوجه آخر إن أراد أن الآية تدل على صدق المجموع من أمة محمد صلى الله عليه وآله كما استدل به صاحب الشرح المسمى بالتحقيق في أصول الحنفية فهب أن يكون كذلك لكن هذا في الحقيقة يرجع إلى الاستدلال بالإجماع الذي أثبتوا حجيته بهذه الأمة لا بالآية وقد مر أن الإجماع غير ثابت في حق خلافة أبي بكر وإن أراد به صدق بعضهم فلا يفيد إلا إذا ثبت أن ذلك البعض قالوا لأبي بكر خليفة رسول الله ودون إثباته خرط القتاد على أن القول بذلك إنما يجدي لو قصد القائل به الخلافة الحقيقية الإلهية أما لو قصد به المعنى اللغوي وهو مجئ واحد خلف آخر فلا يثبت مطلوبهم كما لا يخفى.
32 - قال: ومنها قوله تعالى " اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم " قال الفخر الرازي: هذه الآية تدل على إمامة أبي بكر لأنا ذكرنا أن تقدير الآية اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم والله تعالى قد بين في آية أخرى أن الذين أنعم عليهم من هم بقوله تعالى " أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين " ولا شك أن رأس الصديقين ورئيسهم أبو بكر فكان معنى الآية أن الله تعالى أمر أن نطلب الهداية التي كان عليها أبو بكر وسائر الصديقين ولو كان أبو بكر ظالما لما جاز الاقتداء به فثبت بما ذكرنا دلالة هذه الآية على إمامة أبي بكر انتهى.
أقول: تسمية أبي بكر بالصديق إنما كان من عند أوليائه الكذابين الذين صدقوه لأغراض لا تخفى على أولي النهى وقصدوا بهذه التسمية ترويج أمره لا من عند الله
Sayfa 91