عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم وأن ربي قال يا محمد إذا قضيت قضاء إنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من أقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا انتهى وجه الدليل من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه لا يسلط على هذه الأمة عدوا من سوى أنفسهم بل يسلط بعضهم على بعض (ومعلوم) عند الخاص والعام ممن له معرفة بالإخبار أن هذه الأمور التي تكفرون بها ملأت بلاد المسلمين من أكثر من سبع مائة عام كما تقدم نقله ولو كانت هذه عبادة الأصنام الكبرى وأنها الوسائط كما زعمتم فكان أهلها كفار أو من لم يكفرهم فهو كافر كما قلتم أنتم الآن ومعلوم أن العلماء والأمراء لم يكفروهم ولم يجروا عليهم أحكام أهل الردة مع أن هذه الأمور تفعل في غالب بلاد الإسلام ظاهرة غير خفية بل كما قال الشيخ صارت ماكل لكثير من الناس وأيضا يسافرون إليها من جميع الأمصار أعظم مما يسافرون إلى الحج ومع هذا كله فأخبرونا برجل واحد من أهل العلم أو أهل السيف قال مقالتكم هذه بل أجروا عليهم أحكام أهل الإسلام فإذا كانوا كفارا عباد أصنام بهذه الأفاعيل والعلماء والأمراء أجروا عليهم أحكام الإسلام فهم بهذا الصنيع أي العلماء و الأمراء كفار لأن من لم يكفر أهل الشرك الذين يجعلون مع الله إلها آخر فهو كافر فحينئذ ليسوا من هذه الأمة بل كفار سلطهم الله على هذه الأمة فاستباحوا بيضتهم وهذا يرد هذا الحديث وهو ظاهر من الحديث لمن تدبره والله الموفق لا رب غيره (فإن قلت) روى هذا الحديث بعينه البرقاني وزاد فيه إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان وأنه يكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تعالى (قلت) وهذا أيضا حجة عليكم يوافق الكلام الأول أن قوله صلى الله عليه وسلم إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين فهذا يدل على أنه ما خاف عليهم الكفر والشرك الأكبر وإنما يخاف عليهم الأئمة المضلين كما وقع وما هو الواقع ولو كانوا يكفرون بعده لود أن يسلط عليهم من يهلكهم ومما خاف عليهم
Sayfa 39