يجتاحهم ولكن أخاف على أمتي أيمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم وإن عصوهم قتلوهم رواه الطبراني من حديث أبي أمامة وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول أطيعوني ما أطعت الله وإن عصيت فلا طاعة لي عليكم ويقول أنا أخطئ وأصيب وإذا ضر به أمر جمع الصحابة واستشارهم وعمر يقول مثل ما قال أبو بكر و يفعل مثل ما يفعل وكذلك عثمان وعلي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وأيمة أهل العلم لا يلزمون أحدا أن يأخذ بقولهم بل لما عزم الرشيد بحمل الناس على الأخذ بموطأ الإمام مالك رضي الله عنه قال له مالك لا تفعل يا أمير المؤمنين فإن العلم انتشر عند غيري أو كلاما هذا معناه وكذلك جميع العلماء أهل السنة لم يلزم أحد منهم الناس الأخذ بقوله وأنتم تكفرون من لا يقول بقولكم أو يرى رأيكم سألتك بالله أنتم معصومون فيجب الأخذ بقولكم (فإن قلت لا) فلم توجبون على الأمة الأخذ بقولكم أم تزعمون إنكم أئمة تجب طاعتكم فإنا أسألك بالله هل اجتمع في رجل منكم شروط الإمامة التي ذكرها أهل العلم أو حتى خصلة واحدة من شروط الإمامة بالله عليكم انتهوا واتركوا التعصيب هبنا عذرنا العامي الجاهل الذي لم يمارس شيئا من كلام أهل العلم فأنت ما عذرك عند الله إذا لقيته بالله عليك تنبه واحذر عقوبة جبار السماوات والأرض فقد نقلنا لك كلام العلم وإجماع أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية وسيأتيك إن شاء الله ما يصير سببا لهداية من أراد الله هدايته (فصل) قال ابن القيم في شرح المنازل أهل السنة متفقون على أن الشخص الواحد يكون فيه ولاية لله وعداوة من وجهين مختلفين ويكون محبوبا لله مبغوضا من وجهين بل يكون فيه إيمان ونفاق وأيمان وكفر ويكون إلى أحدهما أقرب من الآخر فيكون إلى أهله كما قال تعالى هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان وقال وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون فأثبت لهم تبارك وتعالى الإيمان مع مقارنة الشرك فإن كان مع هذا الشرك تكذيبا لرسله لم ينفعهم ما معهم من الإيمان وإن كان تصديقا برسله وهم يرتكبون الأنواع من الشرك لا يخرجهم عن الإيمان بالرسل واليوم الآخر فهم مستحقون للوعيد أعظم من استحقاق أهل الكبائر وبهذا الأصل أثبت أهل السنة دخول أهل الكبائر النار ثم خروجهم منها ودخولهم الجنة لما قام لهم من السببين قال وقال ابن عباس في قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك
Sayfa 28