116

Sarim Munki

الصارم المنكي في الرد على السبكي

Araştırmacı

عقيل بن محمد بن زيد المقطري اليماني

Yayıncı

مؤسسة الريان

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1424 AH

Yayın Yeri

بيروت

وفي الروضة أفضل وقد قال ﷺ: (ما بني قبري (١)، ومنبري روضة من رياض الجنة) ومنبري على ترعة من ترع الجنة (٢) ثم تقف بالقبر متواضعًا وتصلي عليه وتثني بما يحضر وتسلم على أبي بكر وعمر وتدعو لهما (٣)، وأكثر الصلاة في مسجد النبي ﷺ بالليل والنهار، ولا تدع أن يأتي مسجد قباء وقبور الشهداء (٤) . قلت: وهذا الذي ذكره من استحباب الصلاة في الروضة قول طائفة وهو المنقول عن الإمام أحمد في مناسك المروذي، وأما مالك فنقل عنه أنه يستحب التطوع في موضع صلاة النبي ﷺ، وقيل: لا يتعين لذلك موضع من المسجد (٥)، وأم الفرض فيصليه في الصف الأول مع الإمام بلا ريب، والذي ثبت في الصحيحين عن سلمة بن الأكوع عن النبي، أنه كان يتحرى الصلاة عند الاسطوانة، وأما ما قصد تخصيصه بالصلاة فيه فالصلاة فيه أفضل، وأما مقامه فإنما كان يقوم فيه إذا كان إمامًا يصلي بهم الفرض، والسنة أن يقف الإمام وسط المسجد أما القوم فلما زيد في المسجد صار موقف الإمام في الزيادة. والمقصود معرفة ما ورد عن السلف من الصلاة والسلام عليه ﷺ عند دخول المسجد وعند القبر، ففي مسند أبي يعلي الموصلي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا جعفر بن إبراهيم من ولد ذي الجناحين، حدثنا علي بن عمر، عن

(١) لفظة قبري قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح ٤/١٠٠ خطأ. قلت: لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (ما بين بيتي ومنبري) ولم يكن يعلم موضع قبره ﵊، انظر الفصل الأول من تحذير الساجد) للشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله. (٢) الحديث رواه البخاري من حديث عبد الله بن زيد انظر الفتح ٣/٧٠ وعن أبي هريرة ٣/٧٠ و٤/٩٩ و١١/٤٦٥ و١٣//٣٠٤ بزيادة (ومنبري على حوضي) ورواه مسلم أيضًا من حديثهما ٢/١٠١٠ - ١٠١١. (٣) قلت:يأتي بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند زيارة القبور (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين.. الخ) وتخصيص الدعاء بغير هذا مما لا دليل عليه وتقدمت أحاديث الزيارة فراجعها هناك. (٤) تقدمت الأحاديث التي تشير إلى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يأتي في كل سبت وكان يزور قبور أهل البقيع. (٥) قلت أما إذا أراد الفضيلة التي هي: (الصلاة بألف صلاة) فعليه أن يصلي بالمسجد الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقول النبي ﵊ (صلاة في مسجدي هذا) فالإشارة فيه دليل على ما نقول: انظر قول النووي في شرحه على مسلم عند هذا الحديث.

1 / 120