وعانيت عذابا شديدا قبل أن أقول: إني رجل متزوج ...
ثم سكت، أو بالأحرى انعقد لساني، ولكني استثقلت السكوت، على حين استحثتني عينا الطبيب الحادتان؛ فاعترفت بكل شيء! تكلمت بادئ الأمر باضطراب وتعثر، ثم تشجعت بما لاح في وجهه من أمارات الجد والرزانة فتدفقت بلا توقف، وشعرت كأنما ألقيت عن عاتقي حملا ثقيلا، وكأنما بات هو المسئول من الآن فصاعدا عن الشقاء الذي نغص علي صفوي. وسألني الطبيب: متى تزوجت؟
فقلت: منذ قرابة شهر ونصف. - متى وجدت هذه الحال؟
قلت بامتعاض: من أول ليلة. - هل انتابتك قبل الزواج؟ - لم يكن لي تجارب مطلقا!
وسألني عن الأخرى فترددت لحظة ثم أجبت بالصدق. وسألني عن بعض التفصيلات فأجبته صراحة، ولم أخف عنه إفراطي المخيف. وعاد يسألني: ألم تمارس عادتك بعد الزواج؟
وأعجبت به لسؤاله الذي بدا لي فراسة ثاقبة فقلت: بلى!
فقال متفكرا: كأن طبيعتك لا تتغير إلا حيال زوجك.
فقلت بحيرة وأسى: أجل!
فسكت مليا ثم قال: سأطرح عليك أسئلة صريحة وأرجو أن تجيبني بالصدق: هل تحب زوجك؟ - جدا! - أبها شذوذ من أي نوع كان، أو برودة في الطبيعة؟ - أبدا! - هل نشأتما نشأة واحدة منذ الصغر؟ - إنها ليست من ذوات قرباي.
وألقى علي بعد ذلك أسئلة استفظعتها، ولكن لم يكن بي شيء منها، فأجبته بصدق وصراحة. ونهض قائما، ثم أجرى علي فحصه في أناة وعناية، فاحتملته بقلب واجف ونفس يصطرع بها الأمل واليأس. وعدنا إلى جلستنا السابقة، فراح يقيد في كراسة ما يعن له، ثم اعتدل في جلسته وقال لي: جسمك سليم. أجل إنك أسأت إلى نفسك بعادتك المرذولة، فتركت بك أثرا يحتاج لغسيل خاص، ولكن لا علاقة لحالتك الأخرى بهذا فيما أعتقد، فليس عجزك بناشئ عن سبب فيزيقي، ولعلك تعاني أزمة نفسية، أليس في بلادكم عيادات نفسية؟
Bilinmeyen sayfa