73

قالت: «مهما يكن من الأمر فليس عندي وقت للبكاء.»

قال: «أترينني أبكي؟»

فقالت دوبوفا مكايدة: «إن بك نوبة سهوم.»

قال يوري بلهجة فيها من المرارة ما ألزمهم الصمت: «إن حياتي أنستني الضحك كيف يكون.»

ثم عاد إلى الكلام بعد فترة: «لقد أخبرني صديق لي أن في حياتي عبرة كبيرة.»

وإن كان لم يقل له أحد مثل هذا الكلام.

فسألته سينا بحذر: «كيف؟»

أجاب يوري: «هي مثال يريك كيف لا يعيش المرء.»

فقالت دوبوفا: «حدثنا عنها بالله لعلنا نستفيد من الدرس.»

وكان يوري يرى أن حياته إخفاق مطلق وأنه هو أتعس الناس وأشقاهم. وفي هذا الاعتقاد نوع من السلوى الشجية، فكان يلذ له أن يبث الناس شكاته من حياته ومن الناس على العموم. ولم يكن يحدث الرجال بشيء من هذا، إذ كان يشعر بغريزته أنهم لن يصدقوه. أما النساء - لا سيما الشواب الجميلات منهن - فكان على أتم استعداد للإسهاب معهن في تحديثهن عن نفسه.

Bilinmeyen sayfa