Hayalleri Sığmayan Kutu: Hikaye Koleksiyonu
صندوق لا يتسع للأحلام: مجموعة قصصية
Türler
طبيبي تلك المرة حاد جدا في حديثه، ينذرني ملوحا بتقارير طبية، وأشعة لا أجيد قراءة رموزها، تؤشر لتراكم السكريات والدهون، ينصحني بتناول كمية كبيرة من السلطة بديلا عن الأطعمة الدسمة، هل تكفي تلك المحادثات الأثيرية التي تأتيني عبر لغات ووجوه مختلفة حول العالم لتهدئة معدتي؟
أشعر الآن أنني أفضل حالا، امتنعت مؤقتا عن شطائر اللحم، واستبدلتها بشطيرة محشوة بطبقات من الخس، تحتضن أصابع الجبن المقلي التي تعيد إلي وجهك حينما أخبرنا النادل عن «الجبن المقلي» للمرة الأولى، قلت إنك لا تحب المفاجآت. هل كانت مفاجأة حينما أخبرتك أن خاتمك الماسي محشو بشطيرة النقانق التي يتناولها هرك المدلل؟
واجهة زجاجية
حينما سمعت صوته الجهوري للمرة الأولى نافذا بنبرته الحادة من نافذة شقتنا التي تقبع بالدور التاسع، أسكن في قلبي فزعا، أكدته تلك الملامح الجادة، وأوامره الصارمة لأصحاب السيارات، غير عابئ بعلاماتها التجارية الفاخرة أو بمناصب أصحابها.
تملكت جسدي قشعريرة كلما مررت بمقعده القريب من جراج مسكننا، جعلتني أتجنب التعامل معه، وترك مهمة الاحتكاك به للسائق الخاص.
زالت تلك الرجفة تدريجيا مع حكايات جارتنا التي أكدت طيبته، وأن «عم رشاد»، الصعيدي الذي عرفه الحي وعايشه سنوات طوالا كحلها بنشاطه، هو رمانة الميزان للشارع، بدونه سيختل ناموسه، وسيترك نهبا لرغبات ساكنيه بحسب مناصبهم وسطوتهم.
تسرد جارتنا، التي عاشت سنواتها العشر الأخيرة بهذا الشارع، أن «عم رشاد» يبدأ عمله منذ السادسة صباحا صيفا، وقبلها بقليل خلال فترة المدارس، ينظف واجهات السيارات، وينظم دخولها وخروجها في شارعنا الذي ضاق بالسيارات المركونة على صفيه.
بإشارة واحدة يمنع أو يسمح بمرور الحافلات المدرسية، ويرتب أولويات الدخول. يعطي تنبيهاته للسكان ولسائقي الحافلات، ويحدد مدة الانتظار، وهو على المدخل الأمامي للشارع، بالتنسيق مع ابنه المنتظر لأوامره على المدخل الآخر.
حكايات جارتي شجعتني على إلقاء التحية الصباحية عليه للمرة الأولى. استقبلها بابتسامة عريضة، ثم ردها بمبادرة منه في اليوم التالي.
حينما ينتهي من مهمته الصباحية ينتظر على مقعده لا يبرحه، وعلى يمينه فوطته المبللة؛ أداته التي لا تفارقه. يتابع ببصره هياكل السيارات ووجوهها الزجاجية. يختبر بنظرته المواربة مدى إتقان عمله، فيسعد بنتيجة براقة.
Bilinmeyen sayfa