السفر عن الظفر ، وتعذر في الوطن قضاء الوطر. السفر أحد أسباب المعيشة التي بها قوامها ، أو نظامها ، لأن الله لم يجمع منافع الدنيا بأرض بل فرقها ، وأحوج بعضها إلى بعضها. الحركة ولود ، والسكون عاقر. الحركة بركة والتواني هلكة ، والسكون شؤم. ليس بينك وبين بلد نسب ، فخير البلاد ما حملك. أوحش أهلك إذا كان في إيحاشهم أنسك ، واهجر وطنك إذا نبت عنه نفسك.
[قال] سهل بن هارون : لست ممن يقطع نفسه في صلة وطنه. وقيل : لا تجزع لفراق الأهل مع لقاء اليسار ، فإن الفقر أوحش من الغربة ، والغربة آنس من الوطن ، وأنشدوا :
الفقر في أوطاننا غربة
والمال في الغربة أوطان
وللإمام الشافعي رضياللهعنه (1):
سافر تجد عوضا عمن تفارقه
وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
ابن قلاقس (3):
نقل ركابك في الفلا
ودع الغواني في القصور (4)
أبو تمام حبيب بن أوس الطائي (5):
Sayfa 21