ومنها مصاحبة الإنسان من لا يشاكله ، والمخاطرة بما يملكه ، ومخالفة العادة في أكله ونومه ، ومباشرة الحر والبرد بجسمه.
وقيل : السفر اغتنام لولا أنه اغتمام ، والغربة دربه لولا أنها كربة.
وقيل : شيئان لا يعرفهما إلا من ابتلي بهما : السفر الشاسع ، والبناء الواسع.
وقال محمد بن ظفر في السلوان (1): حروف الغربة مجموعة من أسماء دالة على محصول الغربة. فالغين من غرور ، وغبن ، وغلة وهي حرارة الحزن ، وغرة ، وغول وهي كل مهلكة ، والراء من روع ، وردى ، ورزء ، والباء من بلوى ، وبؤس ، وبرح وهي الداهية ، وبوار وهو الهلاك ، والهاء من هول ، وهون ، وهم ، وهلك.
وقيل : إذا كنت في بلد غيرك فلا تنس نصيبك من الذل.
وقيل : الغريب ميت الأحياء (كالغرس الذي زايل أرضه فهو ذاو لا يثمر وذابل لا ينضر) (2).
وقيل : الغريب كالوحش الذي غاب عن وطنه ، فهو لكل سبع فريسة ولكل رام رمية.
وقيل : عسرك في بلدك خير من يسرك في بلد غيرك وأنشدوا :
لقرب الدار في الإعسار خير
من العيش الموسع في اغتراب (3)
وقيل لبعض الحكماء : ما السرور؟ فقال : الكفاية في الأوطان ، والجلوس مع الاخوان.
Sayfa 18