Gariplerin Tesellisi

Ali Han Medeni d. 1120 AH
6

ومنها مصاحبة الإنسان من لا يشاكله ، والمخاطرة بما يملكه ، ومخالفة العادة في أكله ونومه ، ومباشرة الحر والبرد بجسمه.

وقيل : السفر اغتنام لولا أنه اغتمام ، والغربة دربه لولا أنها كربة.

وقيل : شيئان لا يعرفهما إلا من ابتلي بهما : السفر الشاسع ، والبناء الواسع.

وقال محمد بن ظفر في السلوان (1): حروف الغربة مجموعة من أسماء دالة على محصول الغربة. فالغين من غرور ، وغبن ، وغلة وهي حرارة الحزن ، وغرة ، وغول وهي كل مهلكة ، والراء من روع ، وردى ، ورزء ، والباء من بلوى ، وبؤس ، وبرح وهي الداهية ، وبوار وهو الهلاك ، والهاء من هول ، وهون ، وهم ، وهلك.

وقيل : إذا كنت في بلد غيرك فلا تنس نصيبك من الذل.

وقيل : الغريب ميت الأحياء (كالغرس الذي زايل أرضه فهو ذاو لا يثمر وذابل لا ينضر) (2).

وقيل : الغريب كالوحش الذي غاب عن وطنه ، فهو لكل سبع فريسة ولكل رام رمية.

وقيل : عسرك في بلدك خير من يسرك في بلد غيرك وأنشدوا :

لقرب الدار في الإعسار خير

من العيش الموسع في اغتراب (3)

وقيل لبعض الحكماء : ما السرور؟ فقال : الكفاية في الأوطان ، والجلوس مع الاخوان.

Sayfa 18