فلم نزل بين إدلاج وتأويب ، وإيجاف وتقريب ، وقد طوينا تلك المراحل ، وقطعنا هاتيك المفاوز المواحل.
فكم من نهار ضم قطريه سيرنا
يذوب الحصى من جزعه في لهيبه
إلى أن جئنا (القنفذة) وقد أنفذ فينا البين ما أنفذه ، وهي قرية بالقرب من (حلي) (1) على ساحل البحر ، ويقال : أنها كانت في القديم فرضة مكة المشرفة بها ترسي جميع السفن الواردة من جميع الأقطار ، ثم أهملت وجعلت الفرضة (جدة) بضم الجيم على ما في القاموس ، والعامة تقول : جدة (بكسرها) وهي على مرحلتين من مكة شرفها الله تعالى. وفي القاموس ، الجداد (بالضم): ساحل البحر بمكة ، كالجدة ، وجدة : موضع منه (2).
فائدة :
في سنة سبع وتسعمائة غرق القاضي أبو السعود بن ابراهيم بن ظهيرة (3) في بحر القنفذة المذكورة بأمر وإلي مكة المشرفة : الشريف بركات بن محمد بن بركات بن الحسن بن عجلان (4)، وكان السبب في ذلك أنه لما توفي الشريف هزاع أخو الشريف المذكور ، وكان والي مكة غير منازع ، وكانت وفاته خامس عشر رجب الأصم من السنة المذكورة ، تولى بعده أخوه أحمد الجازاني بمساعدة القاضي المذكور ، وربما أمده بنفقة وسلاح وغير ذلك.
Sayfa 44