جوليا :
نعم، فإن جوليا ابنة الملك العظيم، وأخت الملك القادر، قد أحبت هذا الفارس الجميل وخضعت لأوامر حسنه الباهر، فاعجبي من سلطان الغرام، واعلمي أن الحب هو الحاكم الآمر.
أوجين :
سيدتي، ما هذا الكلام؟! بل ما هذا الغرام؟ أنت تتنازلين عن مقامك إلى مثل هذا المقام، ألا تعلمين أنك ابنة ملك وأخت أمير، فكيف تعشقين أحد أصاغر النبلاء، ومن يسمح لك بذلك؟
جوليا :
إني أعرف ذلك يا أوجين، ولكن ليس في الحب سلطان ولا نبيل؛ بل إن السلطان فيه من كان كريما جميلا، وهو ذلك الفارس الجميل، ولا تحسبي أنني غير نادمة على حبي إياه، بل أنا أعلم أنني مجرمة في كوني أحبه وأهواه؛ لأن نسل المقام له مقام لا يجب أن يدانيه أحد، فكيف بمن كانت مثلي ابنة ملك إنكلترا وأخوها قلب الأسد! آه يا أوجين، لو تعلمين كم أتمنى ألا أكون قد عرفت هذا الإنسان، بل كم أتمنى أن أكون في أبعد دركات الذل، وأدنى حالات الهوان؛ حتى لا يمنعني عنه رعية، ولا يمنعه عني سلطان، بل كم تمنيت أن أفقد سنين من عمري، وأن أنحط بمقدارها درجات من رفعة قدري، ولكن كل هذه أماني باطلة لا تنال، والحقيقة أنني عاشقة لا أمل لها، وأشد الحالات قطع الآمال. يا رب، لماذا لا تكون الناس طبقة واحدة في المقام؟ بل لماذا لا يكونون طبقات متفاوتة في القلوب والغرام؟ فقد كان يجب أن تكون القلوب على حسب المراتب والشأن؛ حتى لا يعشق الوضيع إلا الوضيع ولا السلطان إلا السلطان.
أوجين :
كم أشفق عليك يا سيدتي من هذه الأحزان، ولكن إذ لم يكن لك به أمل فما هذه المقابلة الآن.
جوليا :
هي تعلة ساعة يا أوجين، أعلل بها قلبي الولهان، وما أدري لعل الدهر يرفع الناس على حسب الاستحقاق؛ فيكون حبيبي أميرا عظيما بما حواه من حسن الصفات ومكارم الأخلاق.
Bilinmeyen sayfa