Tahran Tutsağı
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Türler
رفعت الأخت معصومة بصرها، وأخبرتهما بما حدث.
قالت الأخت مريم: «حمدا لله أني تمكنت من العثور على الأخ محمد، فهو والأخ علي صديقان مقربان، عملا معا في نفس المبنى. اتصلت به وأخبرته أن حامدا استدعاك، فوعدني بأن يعثر عليك ويعيدك مرة أخرى.»
وهمست الأخت معصومة: «إنك محظوظة يا مارينا، فالأخ حامد لا يحتاج سببا ليمعن في إيذاء الآخرين إن أراد.»
استدارت نحوي الأخت مريم وقالت: «كما ترين، فالأخت معصومة ليست على علاقة طيبة بالأخ حامد، لكنها تعلمت أن تلتزم الصمت. ومع أنها كانت واحدة من «أتباع الإمام» الذين احتجزوا الرهائن في السفارة الأمريكية وتعرف الإمام معرفة شخصية، فإن لديها مشاكل مع حامد. الوحيدان اللذان يمكنهما التصدي له هنا هما الأخ علي والأخ محمد.»
قالت الأخت معصومة: «لا تقلقي يا مارينا، فالآن وبعد أن علم حامد أن الأخ محمد يحميك فلن يجرؤ على التعرض لك مرة أخرى.»
فرحت جميع السجينات في الغرفة «7» بعودتي، وأردن معرفة سبب استدعائي، لكن فور أن رأين الآثار الحمراء المتورمة على خدي أدركن أن لدي أخبارا سيئة. لم يكن لدي أمل في الحصول على إطلاق سراح مشروط، ولكنني لم أكن على استعداد لليأس، فهذا ما يريده حامد. إنه يحاول أن يسحق معنوياتي، وكاد أن ينجح في ذلك.
فكرت فيما قالته لي الأخت مريم عن الأخت معصومة. من الصعب أن أتخيل أنها كانت إحدى محتجزي الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران، فما زلت أذكر أخبار احتجاز الرهائن التي شاهدتها في التلفاز عندما وقعت. حينها شعرت بالقلق على الرهائن، فلديهم عائلات في بلادهم وأشخاص يحبونهم ويحتاجونهم وينتظرون عودتهم، لكن احتجازهم استمر 444 يوما، وأطلق سراحهم في العشرين من يناير عام 1981. الآن وضعي أسوأ منهم بكثير؛ فقد كانوا مواطنين أمريكيين، ما يعني أنهم ذوو شأن، وعلى الأقل فقد حاولت حكومتهم إنقاذهم، وعرف العالم بأسره بأمر الحادث المروع الذي وقع لهم. هل يعرف العالم عنا أي شيء؟ هل يحاول أحد إنقاذنا؟ في أعماقي كنت أعلم أن الإجابة عن كلا السؤالين هي «لا». •••
كنت أفكر بالكنيسة دائما. كنت أشم رائحة الشموع تشتعل أمام صورة العذراء، وأضواؤها تتراقص على أمل استجابة الدعاء. هل نسيتني؟ أذكر أن المسيح قال إنه بأقل قدر من الإيمان يمكننا إلقاء جبل في البحر، لكني لم أكن أرغب في نقل جبل من مكانه، بل أرغب في العودة إلى المنزل فحسب.
في يوم عيد ميلادي استيقظت مبكرا للغاية، قبل موعد صلاة الفجر. لقد بلغت السابعة عشرة. عندما كنت في العاشرة أو الحادية عشرة تمنيت أن أصبح في مثل هذا العمر. اعتقدت وقتها أن ذوات السابعة عشرة يمكنهم فعل أي شيء، لكنني الآن سجينة سياسية محكوم عليها بالسجن مدى الحياة. لمست ترانه كتفي، فاستدرت إليها؛ إذ كانت تنام بجواري.
همست لي: «عيد ميلاد سعيد.» - «أشكرك، ولكن كيف عرفت أني مستيقظة؟» - «من صوت أنفاسك. بعد أن تنامي بجوار أحد كل تلك المدة يمكنك أن تعرفي متى يكون نائما بالفعل ومتى يتظاهر بالنوم.»
Bilinmeyen sayfa