Tahran Tutsağı
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Türler
أوضحت له أن والدي ليسا مسيحيين ملتزمين.
أصر على سؤاله: «لماذا إذن؟»
أدركت أنني لا أعرف الإجابة تحديدا. أخبرته أني درست الإسلام ولم أجده مناسبا لي، ولست أدري لم راودني هذا الشعور. ربما كنت أعرف عن محمد أكثر مما أعرف عن المسيح، وقرأت من القرآن أكثر مما قرأت من الإنجيل، لكن المسيح كان أقرب إلى قلبي، كان وطنا لي. ابتسم أراش. أعتقد أنه كان يتوقع مني حجة قوية، لكنه لم يجد شيئا. كان الأمر في نظري مسألة عاطفية.
سألته هل والداه متدينان، فأخبرني أن والده ينحدر من عائلة مسلمة ويؤمن بالله، لكنه لا يؤمن بالرسل سواء محمد أم المسيح أم غيرهما. أما جدته إيرينا فتنحدر من عائلة مسيحية، لكنها ليست متدينة على الإطلاق، وزوجها الذي توفي منذ عامين كان ملحدا، وهو جده لوالدته المسيحية التي كانت تصلي في المنزل ولم تذهب إلى الكنيسة قط. كنت أرغب في معرفة رأي عائلته في معتقداته الدينية، فأخبرني أنه يحرص على أداء الصلوات بانتظام منذ أن بلغ الثالثة عشرة، لكنهم ما زالوا يعتقدون أنه يمر بمرحلة عابرة سوف تنقضي.
وفي مساء اليوم التالي جلست على السلالم الحجرية المؤدية إلى منزلنا الصيفي كي أشاهد الغروب. تحولت السحب في الأفق إلى اللون الأحمر لما مرت بها الشمس، ثم تحول اللون الأحمر إلى أرجواني حالم مع اقتراب الليل. لم أتوقف عن التفكير في أراش. كنت أشعر بالسعادة عندما يكون معي؛ سعادة دافئة مبهجة تسمو على كل ما عداها وتجعل العالم بأسره يبدو ضئيلا تافها. أغلقت عيني وأنصت إلى صوت الليل، سمعت رفرفة أجنحة الخفافيش وهي تبحث عن عشائها وبوق سفينة في الميناء. كان أراش قد قرأ لي بعض الأشعار، وصوته الرخيم الرقيق جعل أشعار حافظ وسعدي والرومي تبدو أكثر روعة مما لو قرأتها بنفسي. كان يلقي الشعر بثقة كأنه شعره، كأنه صاغ كل كلمة فيه مثل لحن رائع. ربما يكون هذا هو الحب؛ ربما أحببته.
أردت أن يرى أراش الصخرة التي أصلي عليها، فدعوته إلى منزلنا ذات صباح.
سألني ونحن نجتاز البوابة باتجاهها: «لماذا تطلقين عليها «صخرة الصلاة»؟» - «لأني صليت هناك مرة عندما كنت طفلة صغيرة، وراودني شعور مميز للغاية، فعاودت المجيء، وأصبح مكاني المفضل.»
وسرعان ما بلغنا الصخرة. لم أكن قد أريتها لأي شخص من قبل، وللحظة لم أكن على يقين مما إذا كنت قد فعلت الصواب، فالمكان في النهاية ليس سوى مجموعة غريبة من الصخور المكسوة بالطحالب.
سألته: «هل تظنني مجنونة؟» - «كلا، بل أعتقد أنك في أمس الحاجة مثلي إلى القرب من الله، وبينما أستخدم الناي وسيلة لذلك، فأنت تصلين على هذه الصخرة.»
قلت: «دعنا نصلي معا. ربما يراودك نفس شعوري. إنها أشبه بنافذة تفتح على السماء.»
Bilinmeyen sayfa