Tahran Tutsağı
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Türler
كانت ركبتاي ترتجفان، وقدماي تلتهبان ألما.
قال حامد: «ستأتين معي الآن كي تشاهدي إلقاء القبض على أصدقائك الذين حاولت حمايتهم. كنا نعرف أسماءهم وعناوينهم منذ البداية، لكننا أردنا معرفة المزيد عنك، وقد أثبت لنا عداءك للثورة. أنت خطر على المجتمع الإسلامي.»
عصبت عيناي مرة أخرى، وقيد حامد معصمي بحبل وسحبني إلى الأمام. زج بي داخل إحدى السيارات، وبعد بضع دقائق أزيلت العصابة عن عيني. كنا قد غادرنا السجن، ولم أكن أعرف في أي يوم أو في أي وقت من اليوم نحن، لكن بدا لي أننا في الساعات الأولى من الليل؛ إذ السماء ملبدة بالغيوم لكنها لم تكن مظلمة تماما. اتجهنا جنوبا في شارع ضيق متعرج، وكدنا لا نرى أيا من السيارات أو المارة. اصطفت الجدران الطينية والقرميدية القديمة على جانبي الشارع تحيط بالعقارات الكبيرة ما جعل الطريق يبدو وكأنه مجرى نهر جاف. ارتفعت الأشجار الجرداء إلى عنان السماء وأخذت تهتز بفعل الرياح. وسرعان ما دخلنا طريق جوردان السريع وواصلنا السير جنوبا. كان ذلك الحي حديثا راقيا، ورأيت مبنى سكنيا شاهقا على أحد التلال تحيط به منازل ثنائية الطوابق وأخرى أحادية الطابق كبيرة. نظرت إلى السائق؛ كانت له لحية سوداء كثة ويرتدي الزي العسكري الأخضر المميز للحرس الثوري. جلس حامد في المقعد الأمامي، وكانا صامتين ينظران أمامهما. وبينما كنا نتوقف عند إحدى إشارات المرور، ابتسمت لي فتاة - ربما في الثالثة أو الرابعة من العمر - تجلس في المقعد الخلفي لسيارة بيضاء توقفت بجوارنا، وكان في المقعدين الأماميين للسيارة رجل وامرأة يتحدثان، تساءلت عما يفعله والداي في تلك الساعة؛ أيحاولان مساعدتي؟ أم أنهما فقدا الأمل؟ أعلم أنه ليس باستطاعتهما فعل أي شيء. ماذا عن أندريه؟ هل يفكر في الآن؟
دخلنا وسط المدينة حيث زادت الكثافة المرورية، وبدت الأرصفة والمتاجر مزدحمة بالناس. كانت كل الجدران مغطاة بشعارات مؤيدة للحكومة الإسلامية وأقوال مأخوذة عن الخميني. استرعى أحدها انتباهي: «لو سمح المرء لكافر أن يستمر في إفساد الأرض، فستصبح المعاناة النفسية للكافر أسوأ كثيرا. أما لو قتل المرء هذا الكافر وحال ذلك دون ارتكابه الخطايا، فسيكون الموت نعمة له.» القتل في عالم الخميني يمكن أن يعد عملا صالحا أو «نعمة»، وهكذا يمكن أن يصوب حامد بندقيته إلى رأسي ويجذب الزناد معتقدا أنه قد أسدى إلي معروفا، وأنه قد يدخل الجنة لقاء ذلك.
كان المارة يشقون طريقهم بين السيارات كي يعبروا الطريق، وعند أحد التقاطعات نظر شاب إلى داخل السيارة، وعندما رأى الحارس الجالس أمام عجلة القيادة تراجع خطوة للخلف وحدق في. وكان الثلج قد بدأ يتساقط.
توقفت السيارة عندما وصلنا إلى منزل مينو، وهي إحدى صديقاتي في المدرسة. وتوقفت بجوارنا سيارة مرسيدس سوداء وخرج منها حارسان توجها إلى باب المنزل وقرعا الجرس. فتحت والدة مينو الباب، ودخل الحارسان المنزل. استدار حامد وأعطاني ورقة بها نحو ثلاثين اسما أعرفهم جميعا، فقد كانوا زملائي في المدرسة، وتعرفت على توقيع مديرة المدرسة عليها. كانت الورقة التي أحملها في يدي قائمة بالأسماء التي تبحث عنها الشرطة في مدرستي.
قال حامد مبتسما: «لن نستطيع إلقاء القبض على الجميع اليوم، لكننا سننتهي من ذلك في غضون ثلاثة أيام أو نحو ذلك.»
خرج الحارسان من المنزل بعد نحو نصف ساعة، ومينو معهما. ترجل حامد من السيارة وفتح الباب الخلفي، وطلب منها أن تجلس بجواري. رأيت والدتها تبكي وهي تتحدث إلى أحد الحارسين، وأخبر حامد مينو بأنهم ألقوا القبض علي منذ يومين، وطلب مني أن أنصحها بالتعاون معهم إن لم أكن أود رؤيتها تحت وطأة التعذيب.
حدقت مينو في وقد اتسعت عيناها رعبا.
قلت لها وأنا أشير إلى قدمي: «أخبريهم بما يودون معرفته، فهم ...»
Bilinmeyen sayfa