Tahran Tutsağı
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Türler
قلت: «جدتي، لقد كذبت!» - «نعم، كذبت.» - «ولكن الله لن يغضب منك.»
رفعت أحد حاجبيها، وقالت: «لماذا؟» - «لأنك أنقذتني.»
علت البسمة وجهها. نادرا ما كانت جدتي تبتسم؛ فقد كانت امرأة جادة تعلم جيدا كيفية القيام بكل شيء، ولديها دائما حلول لأصعب الأمور، فضلا عن أنها لم تخفق قط في معالجة آلام المعدة.
إنها جدتي لأبي وتعيش معنا. تذهب للتسوق كل يوم في الثامنة صباحا، وغالبا ما أذهب معها. في ذلك اليوم أخذت محفظتها وتبعتها على الدرج، وفور أن فتحت الباب الخشبي الوردي الذي يقع أسفل الدرج، تدفق خليط من أصوات السيارات والمشاة والباعة إلى المدخل. أول ما وقعت عليه عيناي الابتسامة الدرداء على وجه أكبر أغا الذي تخطى الثمانين من العمر ويبيع الموز على عربة مكسورة.
سأل جدتي: «أتريدين موزا اليوم؟»
تفحصت جدتي الموز، فوجدته طازجا أصفر اللون لا تشوبه شائبة. أومأت برأسها وأشارت له بثمانية من أصابعها، فأعطانا أكبر أغا ثماني موزات.
انعطفنا يسارا في شارع «رازي»، وهو شارع ضيق ذو اتجاه واحد أرصفته ترابية. وباتجاه الشمال استطعت رؤية جبال «ألبرز» بلونها الرمادي الضارب إلى الزرقة تناطح السحاب. كنا في أواخر الصيف، وقمم الجبال الثلجية قد اختفت منذ وقت طويل، فيما عدا جبل «دامافاند» - البركان الخامد - الذي كانت مسحة من البياض تعلو قمته. عبرنا الطريق وسرنا عبر سحابة من البخار مشبعة برائحة الكتان النظيف المكوي المنبعثة من باب المغسلة المفتوح. - «جدتي، لماذا لم تقولي ثمانية بالفارسية؟ فأنت تعرفينها.» - «تعلمين جيدا أني لا أحب التحدث بالفارسية. الروسية أفضل كثيرا.» - «أنا أحب الفارسية.» - «ولكننا لا نتحدث إلا الروسية.» - «عندما أذهب إلى المدرسة في الخريف القادم، سوف أتعلم القراءة والكتابة بالفارسية، وسوف أعلمك.»
تنهدت جدتي.
تقدمتها في السير. كان الشارع هادئا يكاد يخلو من الزحام المروري. رأيت امرأتين تسيران في الطريق تلوحان بحقائب التسوق الفارغة في يديهما. عندما دخلت متجر البقالة الصغير، كان صاحبه أغا روستامي - ذو الوجه العطوف والشارب الأسود الكث الذي لا يتناسب ووجهه النحيل - يتحدث إلى سيدة ترتدي شادورا أسود يغطيها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، لا يظهر منها سوى وجهها، بينما سيدة أخرى ترتدي تنورة قصيرة وقميصا ضيقا بلا أكمام تنتظر دورها. كنا في زمن الشاه، ولم يكن لزاما على النساء أن يلتزمن بالزي الإسلامي. ومع أن المحل كان ضيقا، فالأرفف عامرة بمختلف أنواع البضائع مثل الأرز طويل الحبة، والتوابل، والأعشاب المجففة، والزبد، واللبن، والجبن التبريزي، والحلوى، وحبال القفز، وكرات القدم البلاستيكية. ابتسم لي أغا روستامي وهو يناولني عبوة من اللبن بالشيكولاتة ويناول المرأة التي ترتدي الشادور كيسا ورقيا بني اللون. وبينما كنت أزدرد اللبن مستمتعة ببرودته العذبة، إذ تقدمت جدتي وأشارت إلى كل ما نحتاجه. وفي طريقنا للعودة رأينا أغا طاغي؛ الرجل المسن الذي يجوب الشوارع في مثل هذا الوقت من كل عام ينادي: «أمشط وبر الجمال والقطن.» فتفتح النساء النوافذ وتدعوه للدخول كي يعد الأغطية للشتاء عن طريق تمشيط الصوف أو الألياف القطنية بداخلها.
عندما عدنا إلى المنزل، تبعت جدتي إلى المطبخ. كان الموقد ذو الشعلتين إلى اليسار، والثلاجة البيضاء إلى اليمين، وخزانة الأطباق تستند إلى الحائط المواجه للباب. عندما نكون معا داخل المطبخ، بالكاد يكون هناك مكان للحركة. كانت نافذة المطبخ الصغيرة قريبة من السقف يتعذر وصولي إليها، وكانت تطل على ساحة مدرسة للبنين. وضعت جدتي الغلاية المعدنية القديمة على الموقد كي تعد الشاي، ثم فتحت الخزانة. - «دخلت أمك هنا مجددا، ولا يمكنني العثور على أي شيء! أين المقلاة؟»
Bilinmeyen sayfa