Tahran Tutsağı
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Türler
أحببتهم لأنهم منحوني الحب والدعم في عالم بارد مظلم. كنت فتاة صغيرة متلهفة على الحب والاستقرار، لكن حبي لهم لم يمدني بأي أمل في المستقبل؛ على الأقل ليس المستقبل الذي كنت أتمناه لنفسي. في بداية الأمر كنت كمن يغرق في الرمال المتحركة، فقد قاومت الشعور بحبهم، لكن ما إن أحببتهم حتى اكتشفت أن هناك متنفسا، وهو ما أربكني إلى حد تعجز الكلمات عن وصفه.
عندما أعطتك جدتك قصة حياتها، قالت: «أريدك أن تحتفظي بها وأن تتذكريني.» كيف أثرت كتابة جدتك على كتابتك الشخصية؟ وهل تعتقدين أنك كنت ستشعرين بالحاجة إلى كتابة قصتك لو لم تعطك قصتها؟
لقد شعرت بتأثير جدتي علي كثيرا، فمنذ أن ترجمت قصتها شعرت بأنني أحيا حياتها مرة أخرى بطريقة ما، لكني أعتقد أنني حصلت على فرصة لتحسين الأوضاع، وأعتقد أنني كنت سأكتب قصتي حتى لو لم تكن قد أعطتني قصتها، فطالما كان الأدب جزءا مهما من حياتي.
عندما أطلق سراحك من «إيفين»، هل شعرت بأي قلق يراودك بشأن حقيقة مشاعرك تجاه أندريه خارج أسوار السجن؟ وماذا كان الجزء الأصعب في بداية علاقتك به؟
طالما كان حبنا بريئا، ولم يكن مخططا له أو مقصودا بأي شكل. حالتنا مختلفة، ومنذ أن التقينا أدركنا أن أحدنا ينتمي إلى الآخر. أثناء وجودي في «إيفين» كان حبي لأندريه طاقة النور الوحيدة التي تمدني بالأمل وسط الظلام الدامس. كان هو الشيء الوحيد الذي أملكه وأثق به، لكن مع كل هذا، ومع أنني لم أجرؤ على الاعتراف لنفسي بذلك صراحة، فقد أدركت وأنا عائدة إلى المنزل بعد خروجي من «إيفين» أن هناك احتمالا ألا يرغب في بعد الآن. كان وجوده في الكنيسة عندما اصطحبني علي للزيارة هو ما منحني الأمل، فقد اختار أندريه أن يذهب إلى هناك لأنه أراد ذلك، لا لأنه اضطر إلى ذلك، وهو تصرف شجاع منه. أصعب ما واجهناه في استئناف علاقتنا بعد خروجي من السجن أنني لم أستطع إخباره بحقيقة ما حدث لي في «إيفين»، فكانت هناك أسرار بيننا، وهناك جزء مني لا يعلم عنه شيئا على الإطلاق، لكن بدا لي أن أحدا لا يريد معرفة أي شيء عن الماضي، فتظاهرت بألا مشكلة في الاحتفاظ به لنفسي.
عندما هاجر ألبرت صاحب المكتبة إلى الولايات المتحدة، قلت إنك شعرت بأن الفراق «موجع أبدي مثل الموت». هل راودك نفس الشعور عند مغادرتك إيران؟ وهل ما زلت على اتصال بوالديك أو أصدقائك بعد أن غادرت البلاد؟ وهل فكرت في العودة إلى إيران مستقبلا؟
بالفعل، شعرت بأن مغادرة إيران وداع أبدي، وراودني شعور بأنني لن أتمكن من العودة أبدا، ليس لأنني لن أرغب في ذلك، ولكن لأنه لن يسمح لي بذلك على الأقل دون أن أتعرض للسجن. ظللت على اتصال بوالدي، ولكنني توقفت عن الاتصال بأصدقائي، لأنني لم أرغب في جلب المتاعب لأحد. ما زلت أزور إيران كل ليلة تقريبا في أحلامي، فأذهب إلى منزل أسرتي الصيفي الذي يطل على بحر «قزوين» كما كنت أفعل في الأيام الخوالي، وألتقي بأصدقائي الذين ماتوا منذ أعوام طويلة والذين فقدت أخبارهم منذ زمن بعيد. توفيت أمي في مارس من عام 2000، وغالبا ما تزورني أيضا في الأحلام، حيث أتجول حول المنزل وأجلس على «صخرة الصلاة» وأشاهد غروب الشمس وأنا واقفة على الشاطئ.
في الفصل العاشر، تسألين: «هل يعرف العالم عنا أي شيء؟ هل يحاول أحد إنقاذنا؟ في أعماقي كنت أعلم أن الإجابة على كلا السؤالين هي «لا».» هل ما زلت تعتقدين أن المجتمع الدولي ينقصه الإلمام بقصتك وقصص مشابهة؟ وبم تشعرين حيال ذلك؟ وماذا تأملين من نشر قصتك؟ وماذا يمكن لقرائك أن يفعلوا لزيادة الوعي؟
بعد أن قضيت خمسة عشر عاما في كندا، يضايقني أن الناس لا يعرفون سوى القليل عن حياة الآخرين في دول أخرى. يتصدر الشرق الأوسط دائما عناوين الأخبار، ولكن ما لا يدركه الناس أن الضحايا الذين يشاهدونهم على شاشات التلفاز بشر مثلهم لهم أحباء ينتظرونهم، فهم إما أزواج أو زوجات أو أمهات أو آباء أو أشقاء أو شقيقات أو أبناء، والتجربة الإنسانية هي الأهم، وما لم يعترف الجميع بتلك التجربة التي غالبا ما تكون صادمة في معظم أنحاء الشرق الأوسط ويتعاملون معها معاملة إنسانية رحيمة، فسوف تتحول إلى شعور بالغضب والكراهية والعنف وتقضي على العالم تدريجيا بمرور الوقت. قصتي هي قصة جيل الثورة الإسلامية، أو بالأحرى الجزء غير المروي منها. إنها قصة المراهقين الذين رغبوا في أن يجعلوا إيران مكانا أفضل ولكنهم سقطوا بعدها في شراك حريق هائل خرج عن السيطرة وجلب لهم السجن والتعذيب والموت بدلا من الحرية والديمقراطية، بينما ظل العالم يشاهد الأحداث في صمت. أولا، أود أن تصبح قصتي تخليدا لذكرى قتلى الثورة الإسلامية، قبل قيامها وخلاله وبعد أن قامت، وقبل كل ذلك تشجيعا لكل الناجين من «إيفين» على الخروج عن صمتهم والحديث عما جرى لهم. لا أمثل السجناء السياسيين في إيران بأي حال من الأحوال، بل إنني واحدة منهم فقط، فأمر السجناء السياسيين في إيران معقد للغاية، وهو بحاجة للتناول والدراسة من زوايا عديدة بقدر الإمكان بحيث نتمكن في نهاية الأمر من الحصول على صورة واضحة لما حدث. وأود أيضا أن يعرف العالم أن «إيفين» ما زال موجودا، وأن الناس ما زالوا يعانون ويموتون خلف أسواره، وعلى المجتمع الدولي أن يطالب الحكومة الإيرانية بالاعتراف بسوء معاملة السجناء السياسيين في إيران والتوقف عن ذلك على الفور، وربما يتحول «إيفين» ذات يوم إلى متحف يصطحب الناس أطفالهم إليه كي يخبروهم عن فترة حالكة في تاريخ إيران؛ عندما كان تعذيب المراهقين والشباب والفتيات وإعدامهم من أعمال الخير التي تهدف إلى إرضاء الله. وأطلب من قرائي ألا يمنعهم الخوف من الحديث صراحة عما يرونه خطأ، فالخوف أفظع السجون على الإطلاق.
Bilinmeyen sayfa